أعجبتنى الروشتة التى قدمها القس الكورى سون ميونج مون - مؤسس كنيسة التوحيد - لكسر الملل بين الأزواج واستعادة شباب الزواج حتى لا يشيخ ويصاب بالسكتة الزوجية التى تنتهى بالطلاق أو الانفصال والبقاء تحت سقف واحد. وروشتة مون المبنية على مباركته للأزواج لها شرطان الأول أن يتم ذلك مرة واحدة فى حياة الزوجين، والثانى أن يمتنع الزوجان عن أى اتصال جنسى بينهما لمدة 40 يومًا تتجدد بعدها طاقتهما ويولد حبهما من جديد. فكرة مون تقوم على أعطاء الأزواج فرصة ثانية. الفرصة الثانية هى جزء من قانون الحياة ونظام الكون. هى الأمل الممنوح للإنسان لضبط إيقاعه وتحسين أدائه واقترابه من حلمه وسعادته، بشرط أن يدرك الإنسان أهمية الفرصة الثانية ولا يفلتها من يده فالفرص المهدرة دليل فشل وسوء تقدير وعدم رغبة فى بذل جهد وليست دليل على سوء الطالع كما يظن البعض. المجتمع المصرى يعانى من انهيار قيمة الأسرة، فهناك أربعة ملايين حالة طلاق سنويا تمثل طلاق كل 6 دقائق والضحايا 7 مليون طفل يعانى من طلاق أبويه وانفراد أحدهما بتربيته دون الآخر. أصبحت كلمة «طلقنى» و«أنت طالق» على طرف اللسان، زمان كان لكل أسرة كبير يرجع له ويحترم رأيه الجميع، أما الآن فهذا الدور اختفى، فكل واحد فى الأسرة أصبح كبير نفسه ولم يعد هناك شخص يتصدى لتحمل المسؤولية : الجدود، الآباء، الأعمام وكبار العائلة جميعهم تنازلوا عن دور «الكبير» واختفى مثل «اللى مالوش كبير يشترى له كبير»، فأعباء الدور لا يرغب أحد فى تحملها، لأنه واثق فى النهاية أن كلمته لن تحترم، وغياب دور كبير العائلة له تأثير كبير فى تزايد حالات الطلاق. والشىء الآخر، فهمنا الخاطئ للزواج، فنحن نتصور أن العلاقات تبقى على حالها ولا يطرأ عليها تغيرات فطرفا العلاقة بشر يتغيرون كل يوم، ولابد للزوجين أن يكونا على وعى بذلك وهنا تأتى أهمية المرونة والتفهم فى العلاقة الزوجية، لا يستطيع طرف أن يتحمل العطاء طول الوقت، وعلى الآخر أن ينتبه لذلك وإلا سيفاجأ بتمرد شريكه وإعلانه العصيان وربما رغبته فى الانفصال، عندما تتحول البيوت لمجرد لوكنده ينزل فيها الزوجان كالغرباء لا يعرف أحدهما عن هم الآخر وأفراحه شيئًا يصاب الزواج بالسكتة القلبية ويحتاج عناية مركزة. الزواج مثله مثل كل شىء فى الحياة يحتاج لجهد ورعاية ومثابرة ليستمر وينمو ويكافح كل المتغيرات وعوامل الملل.