معظم سكان العالم شرقاً وغرباً يتعاملون مع الرب سبحانه وتعالى على أنه مصمم الكون، إلا الدعاة المصريين المكبوتين الجدد الذين سمموا حياتنا، فهم يصرون على التعامل مع الرب على أنه مصمم أزياء!، حاشا لله أن تكون هذه مهمة الرب، إن الرب أقدس وأسمى من تصوراتهم المريضة بأن يتفرغ سبحانه للمرأة وهل تكشف وجهها أم تخفيه؟، وكم من خصلات الشعر تظهر؟، وما هى مواصفات زيها الإسلامى؟، وهل هو الإسدال أم الخمار أم النقاب أم الحجاب أم الشادور أم الحجاب التركى المدندش ذو الطبقات السبع؟، وهل النقاب بعين واحدة أم بزوج من العيون؟، وهل لونه أسود أم أبيض؟، وهل تضع بيشة أو ستاراً شفافاً على فتحة العينين أم لا؟، وهل تظهر قرط الأذن أم تخفيه خشية ظهور غضروف الأذن وصيوانه؟!، وهل يسمح لها بنتف شعر الحاجب أم تكون بذلك قد ارتكبت جريمة التنمص وصارت نامصة متنمصة متلصصة؟! هل هذا معقول؟! إننى لا أتحدث، الآن، عن تفاصيل فقهية، ولكنى أتحدث عما هو أشمل من ذلك، أتحدث عن فلسفة الإيمان وعلاقتنا مع الرب العظيم المقدس، هل هى علاقة حب أم علاقة خوف؟، هل هى علاقة تربص من خالق بمخلوق ضعيف تنصب له الفخاخ تلو الفخاخ ليقع فيها ثم يشوى «باربكيو» فى النهاية، أم أنها إعمار فى الأرض وسيادة ضمير واستحقاق استخلاف؟.. ليس من المعقول ولا من المنطقى ولا من الإنسانى أن أحول علاقتى الإيمانية القدسية إلى علاقة بين مرعوب ومرعب، أو بين مرتعش ومنتقم! الزى ليس التطور الطبيعى لورقة التوت، وليست وظيفته مجرد التغطية، ولكن له وظيفة أهم يستعملها كل البشر، الزى لغة حوار ورسالة توصيل وشفرات تلغراف، أحياناً يكون الزى رسالة تعبر عن مهنة، أنا ببالطو أبيض فأنا طبيب، أنا بزى عسكرى إذن أنا ضابط.. وهكذا، وأحياناً تكون رسالة طبقية، أنت ترتدى سينييه أو ماركة عليها تمساح أو علامة صح أو بولو... إلخ، فأنت ثرى أو شيك أو المفروض ألا تجلس مع الناس البيئة!!، والمنتقبة ترسل رسالة بهذا الزى، أنا أفضل ديناً منكن يا سافرات وحتى يا محجبات، أنا معزولة عن المجتمع بستار سميك وعلى المجتمع أن يلائم ظروفه ويلوى عنقه حتى يلائم ظروفى، وعليكم أن تجندوا سيدات لتفتيشى فى الجامعة والمرور والمصالح الحكومية... إلخ، أنا طلع فى دماغى كدة، وحبيت كدة، وعلى المجتمع كله أن يتشكل كالأميبا ليصبح على مقاس ما أحبه وما أفكر فيه! تنزه الله عن كل هذه السفاسف التى اخترعها سماسرة الدين من المؤلفة جيوبهم، الرب هو الذى خلق التغير الزمنى والظروف التى تتبدل، ووضع القواعد العامة المرنة لهذا التغير والتبدل، وهو رحيم غفور يحب عباده، ولا يدعى كائن مَن كان أنه يمتلك صكوك الغفران وباسبورتات الفردوس، وإذا ادعى ذلك فهو كاذب، والدين أقدس وأسمى وأعظم وأجلّ من تحويله بواسطة دعاة النقاب إلى محل ترزى.