فى حوار من لحم ودم نتعرف على عمر خيرت آخر، غير الموسيقار الذى يعرفه الناس، فقد تعودنا أن نتعامل مع المشاهير من خلال وظائفهم ومسؤولياتهم، وربما لا نلتفت كثيرا إلى إنسانيتهم ومفردات حياتهم العائلية. عمر خيرت الذى نعرفه كموسيقار جعلنا نتذوق الموسيقى، ووصل بفنه لوجدان رجل الشارع، غير عمر خيرت الذى فتح لنا قلبه وشاركنا تجاربه الإنسانية، فهذا الآخر لا نعرفه، ولقد زاد إعجابنا بالفنان بعد حوارنا مع الإنسان الذى مازال مؤمنا بالحب، باحثا عن السعادة فى شريك يقتسم معه الحياة، فالحياة دون حبيب ثقيلة، حتى على الفنان، الذى يحيط به مئات المعجبين. تعودنا فى حواراتنا مع الشخصية العامة أن نكتفى بالإطلالة من الشباك الذى فتحه على شارعنا، نرى فقط ما يريدنا أن نراه، لم نتعود أن نتجول معه فى بيته، نراه، كإنسان، وهو يعيش تفاصيل الحياة، وهو أسلوب نسعى فى «طعم البيوت» لتغييره، نريد أن نعرف رموزنا كبشر من لحم ودم.. بكل عظمتهم وضعفهم بحسناتهم وخطاياهم. فالحياة تحسب بالخطوات التى نخطوها نحو الهدف، وليس بعدد الأهداف التى نحرزها. ■ الحالة العائلية؟ - تزوجت خمس مرات، وأنا الآن غير متزوج. ■ متى تزوجت أول مرة؟ - وعمرى 22 سنة ولم تستمر سوى عامين. ■ لماذا التكرار؟ - لأنه لا غنى عن المرأة فى حياة الرجل والفنان فى النهاية رجل، بالإضافة أننى رجل أسرى أحب الحياة الأسرية وإخوتى كلهم كذلك وتربيت وعرفت أهمية الدفء العائلى، وأنا الوحيد من بين إخوتى الأربعة متعدد الزواج. ■ ولماذا الفشل ؟ - أنا أختلف معك فى تسمية الانفصال فشل، ولكن يحدث أن يتفق الطرفان على صعوبة استمرار الحياة بينهما ولا يعنى ذلك فشل أى منهما، ولكن ربما عدم قدرة أيهما على التحمل، وشريكاتى السابقات ليس بينى وبين أى واحدة منهن جرح أو ضغينة. ■ ألا تتأثر بالطلاق؟ - بالطبع أتأثر، فأنا إنسان حساس وعاطفى جدا ولكن هذا يظل لفترة وتكون عصيبة، وأتمكن بعدها بفضل الله وحبى لفنى فى تجاوزها والعودة لحياتى الطبيعية. ■ هل هناك سبب يؤدى دائما للانفصال؟ - السبب الدائم هو فنى، فهن يعتبرن الفن ضرتهن، وأنا أعتبره حياتى ودائما كنت أتوقع فهماً من شريكتى لوضعى كفنان، فالفنان أحيانا يكون كل أدواته وحسه وتفكيره واندماجه مع فنه، ويكون فى عالم آخر. ولابد أن يكون الشريك متفهماً حتى يدفعك لأحضان فنك ولا يبعدك عنه. لكن للأسف الست المصرية غيورة بطبعها وتزداد غيرتها مع الفنان وليس عندها فهم لحياة الفنان، ولذا تجدى دائما أن حياة الفنانين والمبدعين الأسرية غير مستقرة وليس فى مصر وحدها لكن فى الخارج أيضا. ■ هل المعجبات سبب الغيرة؟ - لا، المعجبون والمعجبات جزء من حياة الفنان، وجزء مهم جدا، فهم نتيجة لنجاحه فى فنه، والفنان يشعر بذلك فى عيون معجبيه، وفى هذه الحالة يجب على شريك حياتك أن يدرك أنه كلما زاد معجبيك كلما دل ذلك على نجاحك وقيمتك عند الناس، وهذا مصدر سعادة له وليس غيرة أو تعاسة، وخاصة عندما يدرك شريك حياتك أنه ليس هناك تجاوزات منك تستدعى الغيرة. ■ ماذا يجذبك فى الزوجة؟ - أنا لا أختار الزوجة طبقا لقواعد، وربما كان ذلك دائما نقطة ضعف، فأنا أختار بقلبى فقط وعقلى لا يتدخل أبدا فى الاختيار، وأنا لا أبحث عن زوجة ولكن تدخل حياتى حبيبة أقرر بعدها أن ارتبط بها، وعلى العموم يجذبنى فى المرأة أنوثتها وحنانها، فالحنان شىء رائع عندما تمنحه لك الحبيبة، والجمال أيضا وما يجذبنى جمالها الداخلى أكثر من الخارجى والصدق وأن تكون محل ثقة. ■ ما الدرس الذى تعلمته من الزواج؟ - أنه لا يمكننى أن أغير شريكة حياتى. ■ ولماذا تفكر فى تغيير الزوجة ولا تفكر فى تغيير نفسك؟ - لأننى لو فعلت ذلك فلن أصبح عمر خيرت، وأنا مهم أن أبقى وأستمر فلدى رسالة أؤديها . وثانى شىء أنه كثيرا ما يكون هناك عدم وضوح وصراحة قبل الزواج تؤدى لمشاكل بعده وأخيرا النتيجة التى خرجت بها أنه فى الفترة القادمة سأتزوج فنى. ■ ألم تعد تؤمن بالحب؟ - إطلاقا، سأظل مؤمنا به وباحثا عنه. ■ هل الفن يبعدك عن أولادك؟ - أنا علاقتى جيدة بابنتى شيرين وابنى عمر، فعلاقة الحب متبادلة بيننا، وهما متفهمان لعلاقتى بعملى وفنى أكثر من زوجاتى، وهذا الوضع قائم عكس الزوجة فهى تربت فى بيئة مختلفة وتقارنى بمن حولها والدها أو أخوها أو أزواج أخواتها. ■ هل لهما علاقة بالفن؟ - شيرين خريجة جامعة أمريكية وهى فى أمريكا الآن وأنهت دراسة الماجستير وتعمل بالتدريس وهى متزوجة ولها ابن هو آدم، وابنى عمر يعشق الإخراج السينمائى ويريد أن يعمل فيه وهو فى أستراليا الآن لدراسة الإخراج بعد أنهى دراسة الأعلام فى إحدى الجامعات الخاصة بمصر. ■ هل أثر عمل المرأة على أنوثتها واهتمامها بالأسرة؟ - أعتقد ذلك. ■ وهل هذا يبرر ارتفاع نسب الطلاق؟ - ربما المرأة أصبحت تعمل وتكسب أكثر من زوجها الآن وهذا يؤدى إلى مشاحنات وتطاحنات ومنافسات بين الزوجين. ■ هل هذا مشكلة بالنسبة للرجل المثقف أم أنه مازال واقف عند الست أمينة؟ - أعتقد أن الرجل مازال يريد أن يتزوج امرأة مثل أمه ويفاجأ بأنه يتزوج ندا له وهناك تنافس فى الحياة والعمل بينهما وليس تكاملاً ومودة ورحمة كما كان الحال من قبل. والشباب يفهم الحب الآن بشكل مختلف عن جيلنا وأنا متعاطف مع شباب اليوم فمتطلبات الحياة أصبحت سكيناً حاداً على رقابهم تؤدى لتوتر وضغوط كبيرة وهو شىء يتعرض له الشاب أكثر من الفتاة. ■ هل أنت متدين؟ - إلى حد ما، فأنا أصلى وأصوم واعتمرت مرتين، وحين نويت الحج كان من الضرورى أن أجرى عملية قلب مفتوح فأجريتها، كما أننى أقرأ القرآن بانتظام. ■ هل النواحى الروحية مهمة للفنان؟ - طبعا، فعمل الفنان روحى فى الأساس وإن لم يكن لديه توازن نفسى واطمئنان روحى فصعب أن يبدع ويخرج إبداعه عميقاً وله قيمة. ■ هل تشعر بالأسى لأن الفن لم يحقق لك ثراء مادياً؟ - أنا تربيت فى بيت لا يسعى للثراء بقدر سعيه للستر فأبى رحمه الله كان موظفاً حكومياً وصل لوكيل وزارة، تربينا فى شارع خيرت بالسيدة زينب، وكنا خمسة من الذكور تعلمنا من والدينا رحمهما الله الحب والصدق والالتزام وهى قيم لا تقدر بمال. ■ هل لديك أحلام لم تتحقق بعد؟ - الفنان لا يستطيع أن يعيش دون حلم لذلك سوف أظل أحلم، الأحلام هى التى تحيينى ولدى أشياء لم تتحقق بالقدر الكافى وهى الرسوخ فى العالمية .أنا سافرت وقدمت موسيقاى بالخارج فى حفلات ولكننى أحلم بمزيد من الانتشار.