جرائم.. ب«الزى الأسود»

فى الوقت الذى تتصاعد فيه حدة الأصوات المعادية لموقف شيخ الأزهر من النقاب فى مصر، يتزايد من ناحية أخرى معدل الجرائم التى يتم ارتكابها من وراء النقاب، وهو ما ترصده وزارة الداخلية سنوياً فى كشفها عن زيادة معدلات جرائم النقاب، خاصة أن الزى الأسود يتيح لمن يرتدينه التخفى بسهولة بالإضافة إلى هالة القدسية التى تحيط بهن يعتمد عليها مرتدو النقاب بسبب إقرار السلفيين بوجوبه على المسلمات.
وتبرز الدراسة التى تعدها وزارة الداخلية سنوياً أن خطراً كبيراً يحدق بالمجتمع المصرى إذا انتشر النقاب بصورة أكبر، حيث يشكل صعوبة فى السيطرة على الجرائم، التى تمتد لتشمل معظم محافظات مصر، وتتنوع بين القتل والسرقة والتحرش والتسول والخطف ومقابلة العشيقات، ففى عام 2005 ضبطت الداخلية 5 حالات أبرزها جريمة وقعت فى يناير 2005 بالإسكندرية لسمكرى سيارات عاطل ارتدى زى منتقبات بغرض سرقة سيارة ميكروباص عن طريق تخدير السائق، وقد اعترف وقتها بارتكاب الجريمة ذاتها 3 مرات، وجريمة أخرى فى محل ملابس بالقاهرة فى أبريل من العام نفسه، حيث ارتدى رجل زى منتقبة للتحرش بالسيدات داخل المحل.
وفى عام 2006 سجلت الداخلية 26 حادثة، بسبب النقاب كان أبرزها بمحافظة الإسكندرية، ففى شهر مارس تواجدت سيدة منتقبة داخل مكتب الصحة، وأوهمت سيدة أخرى بأنها ستأخذ طفلتها التى كانت تبلغ «8 شهور» لتطعيمها وقامت بخطفها، وفى أبريل تم إلقاء القبض على شاب بدائرة الموسكى يرتدى النقاب ليتردد على سيدة فى مسكنها لإقامة علاقة غير شرعية معها، وليتمكن من دخول البناية دون افتضاح أمره، وفى أغسطس ارتدت سيدة النقاب لتقوم بجريمة قتل فى محافظة الإسكندرية، حيث دخلت إحدى البنايات بسهولة، وقامت بقتل سائق «39 عاماً»، وفى الشهر نفسه فى المنوفية ارتدت سيدة النقاب بغرض سرقة محل مصوغات ذهبية، وتعدت على صاحب المحل بالمطواه وأصابته بجرح قطعى فى رقبته، وفى ديسمبر تم ضبط سيدة منتقبة تحاول سرقة محل مصوغات فى بورسعيد عن طريق تخدير صاحبته والاستيلاء على عدد من «الغوايش».
ارتفع المعدل فى عام 2007 ليصل إلى 27 حادثة، أبرزها ارتداء عامل ديكور ملابس منتقبة فى دائرة الخليفة لمقابلة خطيبته وممارسة علاقة غير شرعية معها فى غياب أهلها، كما تم ضبط سيدة فى محافظة مطروح ترتدى النقاب لمقابلة عشيق لها فى أحد العقارات، وفى يوليو من العام نفسه تم ضبط فتاة منتقبة فى محافظة الشرقية ارتدت النقاب للهرب من منزل أهلها لأنهم يسيئون معاملتها، وفى الشهر نفسه فى الإسماعيلية ضبط رجل يحاول سرقة صيدلية بالإكراه وبحوزته طبنجة، وفى القاهرة تم ضبط عاطل يقف فى ميدان التحرير يرتدى زى منتقبة للقيام بالتسول، أما أطرف الجرائم فكانت فى وحدة مرور السلام حيث ارتدى رجل زى منتقبة بدلاً من سيدة منتقبة بالفعل ليؤدى اختبار القيادة بدلاً منها، وقد حصل على 700 جنيه نظير قيامه بذلك.
وفى عام 2008 سجلت الداخلية 24 حادثة منها سيدة ارتدت زى منتقبة فى البحيرة لتسرق بالإكراه ثلاثة موظفين عقب خروجهم من أحد البنوك بمكافأة نهاية الامتحانات، وفى الجيزة تسلل طالب يرتدى زى منتقبة داخل مدرسة ثانوية للبنات لمقابلة ابنة عمه التى يحبها، وفى الإسكندرية تم القبض على سيدة ترتدى النقاب تحاول التخلى عن طفليها داخل عربة قطار «الإسكندرية- أبوقير»، وفى شهر أكتوبر، بمحافظة القاهرة، تم ضبط رجل يرتدى النقاب للتخفى من جيرانه الذين نصب عليهم، أما أطرف الجرائم فى هذا العام فكانت لنجار مسيحى ارتدى النقاب للقيام بسرقة مصلى السيدات فى مسجد المحروسة.
وفى العام الجارى تم رصد 32 حادثة حتى الآن تتعلق بالنقاب، نصفها لمقابلة عشيق أو عشيقة أو السرقة، حيث سجل السبب الأول 8 حالات، والسبب الثانى 7 حالات، كان أبرزها ضبط موظف بكلية التجارة جامعة عين شمس «ملتح 48 عاماً» يرتدى النقاب لمقابلة عشيقته فى شقتها، كما تم ضبط رجل فى محافظة الإسكندرية يرتدى النقاب للتحرش بالسيدات فى طابور العيش، وكان أبرز الجرائم التى تجسد بوضوح الخوف من حالة التخفى التى يتيحها النقاب هو ضبط رجل فى محافظة المنيا اتجه إلى بنك مصر مرتدياً النقاب لصرف مبلغ مالى منتحلاً صفة أخته، ورفض أن يظهر وجهه للموظف بسبب النقاب.