لم تكن المنابر التى تدعو إلى النقاب كثيرة منذ 3 أعوام، فقد اقتصرت على المساجد والزوايا السلفية المنتشرة فى ربوع مصر، إلى جانب بعض شرائط الكاسيت السلفية لعدد من المشايخ، إلا أن التوجه السلفى اكتسب مساحة كبيرة من الحضور الإعلامى بظهور قناتى «الناس» و«الرحمة» واتباعهما المنهج السلفى، فرغم أن قناة «الناس» كانت فى بدايتها مقتصرة على الأغانى والإعلانات التجارية وطلبات تعارف من الجنسين، إلا أنه بعد عام من ظهورها عام 2006 قرر مسؤولها تحويلها إلى قناة دينية واعتماد الفكر السلفى منهجاً للقناة فمنعت المذيعات من الظهور، واكتسب مشايخ السلفية مساحات كبيرة من الشهرة بسبب برامج تلك القناة أو إعادة بث مقاطع منها على موقع «يوتيوب»، لذلك احتل الشيوخ محمد حسين يعقوب ومحمد حسان وأبو إسحق الحوينى مكانة كبيرة كمروجين لفرضية الحجاب، وتزامن ذلك مع دعاوى وجدى غنيم لنفس الاتجاه فى ظل غياب من شيوخ الأزهر عن الساحة الدينية الإعلامية، وصمت الدعاة الجدد مثل عمرو خالد عن الإدلاء برأيهم فى مسألة النقاب بحجه أنهم ليسوا أهلا للفتوى، فى حين لم تظهر أصوات معارضة للنقاب بقوة سوى الدكتورة سعاد صالح التى أشعلت تصريحاتها موجة غضب ضدها من السلفيين. ويمكن اكتشاف غياب دور الأزهر باستعراض عدد من أشهر مقاطع الفيديو التى تحظى بنسب مشاهدة عالية على المواقع الالكترونية وأجهزة المحمول والتى يستخدمها الشباب فى إقناع الغير بحتمية الحجاب، فعلى قناة الناس يقول أبو إسحق الحوينى «إن الحجاب فريضة ولولا تمسك البعض به لما وصل الدين من السلف إلى الخلف، والمنتقبة حرة فى أن تدخل أى مكان بنقابها، وأنا معى حكم بذلك من المحاكم المصرية لكننا لن نصل لمسألة المحكمة لأن الناس ستقتنع بفرضيته ولأن الحجاب ليس مجرد ملبس لكنه قيمة، وهو ما يجعل المتبرجات جميعهن يحترمن المنتقبة، أما إذا سألتنى إحدى الأخوات هل يجب أن يكون النقاب أسود أجيبها نعم لأنه لون الفخامة، فأغلب الرؤساء والزعماء يركبون سيارات سوداء، عمرك شفتى رئيس بيركب عربية بصلى أو بنفسجى غامق». كذلك يحظى الفيديو الخاص بمحمد حسين يعقوب فى قناة «الرحمة» بنسب مشاهدة مرتفعة ويقول فيه «مش عايز أدخل فى مناقشات حول النقاب لأن الموضوع منتهى ولازم تآمنى بكلامى الأول بعدها نتكلم، فحديث السيدة عائشة حول نزول آية الحجاب يقول (قمن إلى مروطهن فشققنها وخرجن كأن على رؤوسهن الغربان)، لذلك يجب أن يكون النقاب مثل نقاب الصحابة قماشة سوداء بلا ترتر أو منقوشات، واللى تسألنى يعنى ألبس خيمة أقول لها آه البسى خيمة»، أما محمد حسان فى قناة «الناس» فيقول «وجوب حجب الوجه موجود فى شرائطى فأنا قدمت 30 دليلاً لحجب الوجه والموضوع مش محتاج كلام تانى، ويكفى أن وجه المرأة فتنة لأنه محط إثارة الرجل، ودليل ذلك أنه فى فراش الزوجية يصبح وجه المرأة هو الفتنة الوحيدة لزوجها» أما وجدى غنيم فله أكثر من ندوة مصورة منتشرة على مواقع الإنترنت تم بث بعضها على قناة الجزيرة يقول فيها «الكلام بيكتر عن النقاب لما يزيد الفساد. بينما يختفى أى دور لشيوخ الأزهر فى إبداء موقفهم من النقاب، فيما عدا ما قاله شيخ الأزهر فى عدة برامج حول عدم وجوبه بعد الأزمة الأخيرة، بينما أعلن أغلب الدعاة الجدد صمتهم عن الحديث فى الموضوع، والتزم خالد الجندى موقفا مهادنا للأزهر والسلفيين عندما أعلن فى «البيت بيتك» أن النقاب «لا مفروض ولا مرفوض»، فيما عدا ذلك خرجت الدكتورة سعاد صالح فى قناة «دريم» معلنة موقفها الرافض للنقاب قبل أزمة شيخ الأزهر بفترة طويلة، وهو ما عرضها للعديد من المشكلات وصلت لدرجة مطالبة البعض بإهدار دمها حيث قالت فى أحد برامج «دريم» «المذاهب الأربعة اتفقت جميعها على عدم وجوب النقاب إلا فى رأى وحيد لأحمد بن حنبل والمذهب الحنبلى تتعدد فيه الآراء، 13 مفسراً مثل ابن جرير والطبرى فسروا «إلا ما ظهر منها» بأنه الوجه والكفان، والرأى المخالف الوحيد لعبد الله بن مسعود يفسر «إلا ما ظهر منها» بالثياب، وهو تفسير غير منطقى لأن الثياب ظاهرة، ثم إن أمر الله بغض البصر يستلزم منطقيا أن يكون وجه المرأة مكشوفا».