ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى عرض مركز الإبداع السبت الماضى بشكل جديد ومعاصر مسرحية «هاملت» لوليم شكسبير تحت عنوان «أنا هاملت» بطولة عدد كبير من خريجى الدفعة الثانية من ورشة مركز الإبداع. المسرحية مدتها 70 دقيقة، ومن إخراج هانى عفيفى الذى قام بتعديل النص وفق رؤية جديدة ومختلفة تماما عما كتبه شكسبير، فقد مزج بين الحديث والقديم، وربط بين النص الأصلى وما يجرى فى الشارع المصرى، واستخدم شاشات عرض سينمائية لتساعده على ذلك من خلال شاب ينتمى لحى شعبى لا تغيب صورة والده المتوفى عن خياله، ويعانى من إحباطات ومشاكل بسبب البطالة التى كانت سببا فى فشل حياته العاطفية، كما يشاهد انكسارات الدول العربية فى مواجهة العدو الإسرائيلى والتدخل الأمريكى فى المنطقة العربية، وعدم تحرك مشاعر العرب تجاه المذابح التى ترتكب يوميا فى العراق وفلسطين، وعندما يقرأ الشاب مسرحية «هاملت» لشكسبير أثناء ركوبه مترو الأنفاق، تجذبه هذه الشخصية المعقدة، ويتخيل أنه «هاملت» ويبدأ فى تقمص شخصيته ويتعامل مع من حوله على أنهم باقى أبطال العرض بقوله: «أنا وهاملت» فهما شريكان فى الحزن والضغوط والحيرة والبحث عن الحقيقة وفى محاربة الفساد. صممت سالى نظمى ديكورا معبرا عن العصرين القديم والحديث، فقد تم تقسيم خشبة المسرح إلى مستويين تنتقل بينهما مشاهد العرض: الأول عصر هاملت، والثانى العصر الحديث الذى عبر عنه المخرج من خلال التليفزيون والكمبيوتر ومحطة مترو الأنفاق، واختار محطة «أم المصريين»، كما ظهر عدد من ركاب المترو يرتدون كمامات واقية خوفا من أنفلونزا الخنازير، كما كان التنوع فى الملابس وفقا للعصرين، فالبعض يرتدى ملابس تنتمى إلى الفترة القديمة وآخرى للفترة الحالية. هانى عفيفى مخرج العرض أكد أنه اكتشف أن كل الشباب يشعرون أنهم «هاملت» فى الحزن والضغوط والحيرة والبحث عن الحقيقة والتردد فى المطالبة بالحق، لذلك تعمد أن يعدل فى النص الأصلى ليقدمه بشكل معاصر يتناسب مع فكر شباب الجيل الحالى، وقال: نحن شباب تائه فى التفكير والثقافة ولم نقدم شيئا مثلما فعلت الأجيال الماضية فى تطوير المجتمع، ولا نعرف الصواب من الخطأ بسبب الهموم والضغوط مثل هاملت تماما وهى مسألة معقدة، ولا نعرف من السبب فى ذلك هل الدولة أم الشباب أنفسهم؟! وعن الربط بين القديم والجديد فى العرض، والجمع بين الكلاسيكى والمودرن فى وقت واحد، قال: استخدمت ديكور المترو لإظهار الجانب «المودرن» فى المسرحية ولكشف الضغوط والزحام الذى يعيشه المواطن المصرى بمختلف فئاته، وتعمدت إظهار «محطة أم المصريين» لعدم الإشارة إلى محطات «مبارك» و«السادات» و«عبد الناصر» خوفا من ربط الزمن الذى تدور فيه المسرحية بأى عصر من الثلاثة. وأكد عفيفى أنه لم يقدم هذه المسرحية من أجل المهرجان التجريبى، ولجنة المشاهدة عندما شاهدته وجدت أنه الأفضل لتمثيل مصر فى المهرجان لأنه تناول «هاملت» بشكل جديد ومعاصر ومختلف، وقال: منذ كنت طالبا فى المعهد كنت أحلم بتقديم عرض ضمن فعاليات المهرجان التجريبى، ولم أتخيل أن يتحقق الحلم وأنا فى بداية عملى المسرحى، لذلك لا أنتظر جائزة، فمن خلال هذا العرض أثبت للناس أن أعمال شكسبير ثرية وقابلة للتناول بأشكال مختلفة.