الكتابة فى بعض الموضوعات تكون شديدة الحساسية، ومن بينها النقاب، فنحن شعوب تعودنا أن نحكم على الاخرين من خلال المظهر. والدليل الطفلات الصغيرات المحجبات مع أنهن لم يبلغن المحيض. يحرمن من التمتع بطفولتهن ويجبرن على غطاء الرأس مع أنهن قد لا يجبرن بنفس القوة على الصلاة. أكتب بتردد فبعض الموضوعات إن تطرقت اليها أحسست بنظرات التربص، وبدأ الكل يستعد للهجوم. والهجوم على وأنا من السافرات يكون أكثر، بمعنى: مش محجبة وكمان عايزة تتكلمى فى النقاب؟ لذلك فقلمى يكتب كلمة ويرتاح أو يتعب على العكس، ولهذا لن أقول رأيى فى موضوع النقاب ولكن سأقول رأيى فيما يحدث فى الشارع. تحول الموضوع الى اتهامات متبادلة، والشيوخ أنفسهم يتراجعون. فنقرأ تصريحا بأن النقاب ليس حراما او مكروها ولكنه مباح وفق ما أقرته الشريعة الاسلامية والمذاهب الفقهية، وهو عادة من العادات كالزى العربى، وهذا التصريح جاء على لسان الدكتور احمد الطيب رئيس جامعة الازهر وهو عالم جليل أقدره وأحترم كلمته، وأفهم من كلام فضيلته عدم وجوب تغطية الوجه. والشيخان الجليلان حسين مخلوف والغزالى لا يعتبران النقاب فرضاً، بعد كل هذا نتوصل إلى نتيجة واحدة. بما أن جموع الفقهاء قد أكدوا أن النقاب ليس فريضة نقول: إذن المرأة التى تريد أن تنتقب حرة، فيخرج هنا النقاب من دائرة الدين الى دائرة الحرية الشخصية. ولتضع نقابا من تشاء.. ولتسر فى الشارع من تشاء.. شورت وفانلة وكاب على رأى الفيلم العربى.. كل واحدة حرة.. من ترد الستر والثواب حرة ومن لا تريده حرة أيضا. والله سبحانه وتعالى احتراما لحرية الاخر طلب من الرجال غض البصر بدلا من محاسبة كل واحدة على ما تريده. وفى النهاية كل طائر معلق بعنقه.. من يعلم، قد نجد فى طليعة من يدخل الجنة سافرات حافظن على صلواتهن وزكاتهن ووصلن رحمهن واتقين الله فيمن حولهن وفى أعمالهن. ليتنا لا نحاسب بعضنا على ما نرتديه. وإن كان بعض المؤسسات يفرض عدم النقاب .. فلترفع المنتقبة عن وجهها النقاب أثناء تأدية عملها ثم تعيده فى الشارع احتراما لقوانين المؤسسة وإلا فلتلزم بيتها. لست أدرى لماذا أشعر أن موضوع النقاب إنما جاء ليغطى على موضوع أهم بكثير، نحن كمسلمين سوف نحاسب عليه أولا. ما يحدث فى المسجد الاقصى. نحن شعوب تلهيها التفاصيل الصغيرة وتبتعد عن القضايا القومية الكبيرة. ولنا فى هذا الكثير من السوابق. [email protected]
