هناك قضية مهمة غابت عنا ونحن نناقش أزمة القمامة التى امتلأ بها بر مصر وأظهرت عجز الحكومة، الأمر الذى أدى إلى تدخل السيد الرئيس. لم نناقش أسباب هذا الكم الهائل واللامعقول من أطنان القمامة وتلالها وهضابها المنتشرة فى أرجاء البلاد، فوجدت وراء ذلك فلسفة الاستحواذ والتبذير.. فالأسر المصرية منذ القدم تعانى من هذه المشكلة. قف فى طابور العيش تجد جارك الذى يكفيه 10 أرغفة يشترى 20 رغيفاً، ربما لأنه عانى طويلاً من الوقوف فى طابور العيش، ونظراً لقلة سعر الرغيف فإنه يشترى فوق طاقته، وهو لا يدرى لأنه مدعم بأضعاف ثمنه، أو ربما يعرف ويريد الانتقام، كذلك على مائدة الطعام نصنع طعاماً فوق طاقتنا وحاجتنا وتقول الأم ربما يأتى ضيف.. أو أن ثمنه ليس بالكثير وبهذه الطريقة يشترك الفقراء والأغنياء فى بر مصر فى تلك الخاصية. فاعجبت من السياح الأجانب عندما يشترون رغيفاً أو اثنين وكذلك فى الفاكهة قطعة أو اثنتين. لكن العجب عندنا فى مصر من أراد أن يفعل مثلهم رموه بالبخل والحرص، أما إذا كثرت «زبالته» فهو النزيه الكريم، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا» صدق الله العظيم. علاء الطاهر مفتاح -الأقصر