طالب عدد من علماء الأزهر بضرورة تحرك الحكام العرب والمسلمين للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى فى ظل الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية المتكررة، منتقدين موقف الشعوب الإسلامية «المتخاذل» - حسب وصفهم - تجاه ما يحدث. ودعا المفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى ضرورة تحرك العالم الإسلامى حكاما وشعوبا ومنظمات للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك من الاعتداءات اليهودية المتكررة. وقال عمارة ل«المصرى اليوم»: أشعر بالحزن من حالة اللامبالاة التى تسيطر على المسلمين فى الوقت الذى يتعرض فيه المسجد الأقصى لاقتحامات الجماعات اليهودية المتطرفة، ونحن نريد ثقافة مقدسية فى بيوتنا، وحرام قوى نبقى قاعدين بناكل ونشرب وكل كلامنا عن الأهلى والزمالك ونسينا تماماً قضية القدس، وأننا سوف نسأل عنها أمام الله عز وجل يوم القيامة، وإذا كنا الجيل الذى يحمل عار تهويد القدس فسوف يكون حسابنا أشد. وأكد أن القدس «إسلامية وعربية»، وأن السلطة الإسلامية على مدينة «القدس» فى مصلحة كل الاديان السماوية وليس المسلمين وحدهم، قائلا: إن الوجود العربى فى القدس مقدس وخروجنا منها «انتحار» لأن التفريط فى الوطن تفريط فى العقيدة، ودعم الوجود العربى والإسلامى فى القدس مصلحة لكل أتباع الأديان السماوية. وأضاف: عبر التاريخ العربى العريق لمدينة القدس، تغيرت أسماؤها عدة مرات، فالعرب اليبوسيون الذين بنوها قبل ستين قرنا قد سموها يبوس، ثم تغير اسمها إلى يورد سالم أو يورو سالم أى مدينة السلام .. ثم أطلق عليها الرومان اسم إيليا الكبري، فلما جاء الفتح الإسلامى الذى حررها من الاستعمار الرومانى سنة 15ه 636م أراد العرب المسلمون أن يكون اسم هذه المدينة إعلانا عن قداستها، «وعن مباركة الله لها منذ تاريخها القديم»، فأطلقوا عليها: القدس والقدس الشريف والحرم الشريف. وقال الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا: موقف العالم الإسلامى من القضية الفلسطينية وما يحدث فى القدس والمسجد الأقصى متخاذل جدا، وكأن ما يجرى فى القدس يحدث فى عالم آخر وكأن بيت المقدس ليس نقطة اهتمام دينى عند جميع المسلمين. وأضاف عثمان: قضية القدس ومايجرى فى المسجد الأقصى تحتاج إلى إيقاظ الحكام المسلمين ولايكفى احتجاجات الشعوب وإنما القرار فى يد الحكام العرب والمسلمين ولابد أن يتخذوا موقفا قويا تجاه هذه الغطرسة الصهيونية. ووصفت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، تلقى العالم الإسلامى ومصر لاقتحام اليهود المسجد الأقصى بهذا «الهدوء» ب«الامر المخجل والمحزن». وقالت: لابد أن نفصل بين المسجد الأقصى ومسرى النبى صلى الله عليه وسلم من ناحية وبين المواثيق التى تم إبرامها مع الصهاينة الذين لا يحترمون أى عهد ولاعقائد غيرهم طوال تاريخهم.