مدير مهرجان برلين: بحثنا عن أفلام عربية لتشارك في المسابقة الرسمية ولم نجد

سيظل ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين السينمائي هو الدينامو المحرك لهذا الكيان الضخم، خاصة مع تواجده المستمر ليل نهار داخل كواليس المهرجان لمتابعة كل التفاصيل، عن كواليس الدورة المنتهية من مهرجان برلين، يتحدث «كوسليك» ل«المصري اليوم».
■لماذا قمتم باختيار فيلم «المعلم الكبير» لرئيس لجنة التحكيم ونج كار واي ليكون فيلم الافتتاح؟
- أولًا، انا سعيد جدًا لاختيار كار واي رئيسًا للجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته ال63، كما أنني سعيد أيضًا لاختيار فيلمه «المعلم الكبير» ليكون فيلم الافتتاح، خاصة أنه عمل على هذا الفيلم لمدة 4 سنوات وكان فرصة لنا أن يكون جاهزًا للعرض وقت المهرجان، وفي الحقيقة لا أجد مشكلة في اختياره ليكون فيلم الافتتاح لأنه فيلم ممتع ومتميز حقًا خاصة أنه يحمل أشكالا عديدة من الدراما سواء القتالية أو الرومانسية، إضافة إلى الموسيقى الرائعة والقصة المذهلة والممثلين، وكل هذا كان في صالح المهرجان، وبصراحة لولا اختيار كار واي كرئيس لجنة المشاهد لشارك الفيلم في المسابقة الرسمية وليس خارجها.
■لكن هذا الفيلم سبق أن عرض تجاريًا في الصين قبل المهرجان؟
- هذا حقيقي، وقواعد المهرجان تسمح بذلك، فنحن نعرض في الافتتاح العرض الدولي لأي فيلم وليس العرض الأول أو العالمي، لكن في الوقت نفسه كان لدينا أكثر من فيلم يعرض عالميًا للمرة الأولى في المسابقة، وهذ هي شروط المسابقة الرسمية، أما البانوراما فتشترط أن يكون الفيلم المشارك يعرض للمرة الأولى في أوروبا, ووفقا لهذه القواعد لم يكن لدينا أي مشاكل.
■وكيف جاء اختيار فيلم «ستار مغلق» للمخرج الإيراني جعفر بناهي للمشاركة في المسابقة الرسمية؟
- بصراحة لقد سعدت للغاية لحصولنا على العرض العالمي الأول لهذا الفيلم، لأنني أعتقد أن دورنا الأساسي أن نسعى لتحرير الفن، وهذا لا يتوقف فقط على جعفر بناهي، لكن علي اي فنان يواجه أزمة في تقديم إبداعه، وقد علمنا مؤخرًا أن بناهي لم يكن رهن الإقامة الجبرية فقط، لكنه ممنوع من العمل أيضًا.
■لماذا اختفت السينما العربية ولم تشارك إلا في المنتدى؟
- تم إعداد برنامج خاص للأفلام التي تحدثت عن الربيع العربي العام الماضي ليواكبه المهرجان ما يحدث في العالم، وقد بحثنا هذا العام مع العديد من الشركات في بعض الدول العربية وتحدثنا معهم وطلبنا منهم أفلامًا جديدة للمشاركة في المسابقة الرسمية لكننا لم نعثر على شيء، لذا اكتفينا بالأفلام التي عرضت في أقسام المهرجان المختلفة.
■وما انطباعك عن عرض أول عمل سعودي في المهرجان منذ نشأته؟
- المهرجان دائمًا ما يبحث عن سينما جديدة ومختلفة، وفي هذا العام تم اختيار فيلم كازخستاني هو الأول لمخرجة وأتحنا له الفرصة للمشاركة في المسابقة الرسمية، خاصة أن هذه هي المشاركة الأولى لكازخستان في المهرجان, ومن هذا المنطلق وقع اختيارنا على الفيلم السعودي، وأعتقد أن هذه الأفلام ستجد اقبالا جماهيريًا قريبًا وسيكون لها محبوها، إلا أن ذلك لا يمنع من أن اختيار مثل هذه الأفلام يعد مغامرة للمهرجان، إلا أننا نفضل مثل هذه المغامرات لاكتشاف العوالم الأخرى.
■هل تعتقد أن الأزمة المالية العالمية ستؤثر على دعم الأفلام ومستواها خلال السنوات القادمة؟
- العالم كله واجه أزمة عالمية العام الماضي، ولا تزال أزمة اليورو مستمرة حتى هذا اللحظة، إلا أننا لم نتأثر بها بشكل مباشر، لكنني أرى أن بعض الدول العالمية ستعاني من ذلك، وأقصد هنا الدول الأوربية مثل رومانيا والبوسنة خاصة اليونان التي توقف فيها الدعم المالي للأفلام الكبيرة، كما أنني أعتقد أن الأزمة التي تمر بها إسبانيا سيكون لها تأثير سلبي.
■كيف تري تطور حركة الأفلام المستقلة على مستوى العالم؟
- اذا شاهدت جدول عروض الأفلام هذا العام ستجد العديد من هذه النوعية، من أمريكا وأوروبا وآسيا ووسط أوروبا، وأعتقد أن الجمهور يتفاعل بشكل كبير مع هذه الافلام لأنها طازجة وتستعرض أحدث التقنيات التكنولوجية، كما أنها تساعد الشباب الصغير في تقديم أعمال بأموال قليلة، وكنا أول من دعم هذه النوعية خلال السنوات السابقة.
■ما سبب عدم انتشار الأفلام الألمانية على مستوى العالم؟
- نسبة 10% فقط من الإنتاج الألماني يطوف العالم، بينما يظل باقي الإنتاج في الداخل، وهناك فيلمان من إجمالي 10 أفلام تتنافس بقوة على قمة الايرادات في العالم، وأعتقد أن هذا معدل جيد.
■ أخيرًا كيف ترى تطور شكل المهرجانات في العالم العربي؟
- هناك ثلاثة مهرجانات جديدة ظهرت على الساحة، هي «الدوحة» و«ابو ظبي»، و«دبي»، وهي مهرجانات تقوم بعرض العديد من الأفلام الأوروبية، وأعتقد أن هذا مفيد جدا لجمهور هذه البلاد لانهم سيكتشفون عوالم جديدة ومختلفة، وفي الوقت نفسه يحقق لهم التواصل، ويتعلم الجمهور أن هناك شعوبًا أخرى تواجه نفس مشاكلهم.