(أيها المتشددون من المسلمين لا حجة لكم) الأقباط إخوة لنا، نفرح لفرحهم، ونحزن لحزنهم، ومن عاداهم أو آذاهم ولو بكلمة فقد عادى نبينا.. ومن عادى نبينا فقد عادانا.. أليس هو القائل صلى الله عليه وسلم (من آذى ذمياً فأنا خصمه يوم القيامة)، أيها المتشددون هل قرأتم القرآن الكريم والسنة النبوية والسيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم، القرآن يقول (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم)، ويقول الحق أيضاً (والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم).. فيالروعة السماء ويالصدق الآيات، فكيف آكل مع أهل الكتاب وأتزوج منهم ثم أؤذيهم؟! وكلنا يعلم أن الحق قال عن الزواج (مودة ورحمة).. فمن أين أتى هؤلاء المتشددون بكل هذا الكره والعداء للذين أمرنا الله أن يكون بيننا وبينهم مودة ورحمة؟، ألم يجد هؤلاء المتطرفون فى السيرة النبوية ما يفضح تشددهم؟، فالنبى العدنان قد ترك نصارى (آل نجران) يقيمون صلاتهم فى مسجده.. ووقف احتراماً لجنازة يهودى.. وقد وأد النبى بوادر التشدد فى هذا المشهد، عندما قال له الصحابة (رضوان الله عليهم) إنه يهودى يا رسول الله!! فقال المعلم الأول والرسول الأعظم (أليست نفساً؟).. ونصر اليهودى على المسلم عندما كان الحق معه.. وزار النبى الرجل اليهودى الذى كان يؤذيه عندما علم أنه مريض.. وأثبتت السيرة أنه أكل عند امرأة يهودية وضعت له السم فى الشاة قال الصادق (تخبرنى هذه الشاة أنها مسمومة)، ولم تثبت السيرة أنه اتخذ أى إجراء حيال هذه المرأة!! أما أنتم أيها المتشددون من المسيحيين لا حجة لكم، فالمسيح هو رمز السلام.. ومولده كان علامة فصل ونور فى تاريخ البشرية، ومن يحمل المسيح فى قلبه فقد حمل المحبة والتسامح.. أليس هو القائل (أحبوا أعداءكم. باركوا لأعنيكم. صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم)، فإذا كانت هذه تعاليمه لكم من أجل الأعداء فكيف يكون تعاملكم معنا ونحن جسد واحد يشرب من ماء واحد ويعيش على أرض واحدة وتظلنا سماء واحدة ونعبد إلهاً واحداً؟.. فأنتم مأمورون بحبنا والصلاة من أجلنا مئات المرات لأننا أهل وأحبة ولسنا أعداء. فيا أيها المتشددون جميعاً.. مصر ليست لكم بمكان.. فقد قال الله عنها فى الإنجيل (مبارك شعبى مصر)، وقال عنها الحق فى القرآن (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، وقال النبى محمد صلى الله عليه وسلم عن شعبها (هم فى رباط إلى يوم القيامة)، فلعن الله من حاول حل هذا الرباط، وستزولون يوماً بتشددكم، وستظل مصر دائماً هلالاً يحضن صليباً. طارق الغريب - بنى عبيد - دقهلية