فى مثل هذا اليوم من الأسبوع الماضى استيقظت فى الواحدة صباحاً على أصوات ارتطامات عنيفة، وعندما تطلعت من نافذة الشرفة المواجهة لسفارة الصين، وجدت مجموعة من المصريين والصينيين يقومون بقطع إحدى الأشجار.. اتصلت بشرطة النجدة، وبعد ساعة ونصف الساعة وصل ضابطان، وشاهدا ما يحدث من الشرفة، وقلت لهما كل ما أريده إثبات هذه الحالة، لأنه سبق منذ شهور أن قطعت السفارة شجرة أخرى لفتح باب فى السور لإدخال آلات لبناء مبنى جديد فى الحديقة، وعندما شكوت إلى محافظ القاهرة، قال له «المسؤولون» فى الحى «القوسان حول كلمة المسؤولون عن عمد» إنه لم يتم قطع أى شجرة! طلب منى أحد الضابطين أوراقاً لكتابة المحضر، ثم عاد بعد اتصال تليفونى وطلب منى الذهاب إلى نقطة الجزيرة لتحرير المحضر. وفى الثالثة صباحاً تم تحرير المحضر رقم 3 أحوال نقطة الجزيرة بتاريخ 27 سبتمبر 2009، قبل كتابة المحضر، عاود الضابط الشاب المهذب الاتصال التليفونى، ورغم أننى قدمت بطاقة الرقم القومى، طلب منه الشخص الآخر الذى يتحدث معه أن أقدم أيضاً بطاقة عضوية نقابة الصحفيين، ففعلت، وإن دهشت من عدم كفاية الرقم القومى. وبعد كتابة المحضر، أعاد أمين الشرطة المهذب بدوره كتابة الصفة الثانية ليضيف استعدادى للمثول أمام النيابة فى الصباح، ووافقت بالطبع، ولكن مر أسبوع كامل، ولم يتم أى استدعاء. عدت إلى فراشى فى الخامسة صباحاً لأستيقظ على أصوات ارتطامات أكثر عنفاً، ومرة أخرى عندما تطلعت من الشرفة وجدتهم يقطعون شجرة ثالثة، وكلها أشجار عملاقة تصل إلى الدور الثالث عمرها أكثر من مائة سنة.. استنجدت باللواء حمدى عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية، وكنت قد التقيت به منذ سنوات وأعطانى مشكوراً رقم تليفونه الجوال «الموبايل»، واستخدمته لأول مرة دفاعاً عن الأشجار، ووعدنى باتخاذ ما يلزم، وبعد ساعات، توقف تقطيع الشجرة الثالثة وإن كانت فروعها قد سقطت على شجرة أخرى وظلت معلقة حتى الآن. وفى يوم الثلاثاء نشرت «المصرى اليوم» تحقيقاً، قال فيه مسؤول من سفارة الصين إنهم لم يقطعوا سوى شجرة واحدة بتصريح من الحى، وإن شجرة أخرى سقطت تلقائياً.. يا سيادة سفير الصين إننا نعرف الفرق بين قطع الأشجار وسقوط الأشجار، وليس لنا أى مصلحة فى الادعاء على السفارة بأنها تقطع الأشجار، فهذه هى الحقيقة، والسبب واضح، وهو بناء سور جديد وأبواب جديدة فى السور، ولم يبق لنا غير أن نناشدك باسم الحضارة الصينية العريقة أن تأمر بالمحافظة على ما تبقى من أشجار الشارع. [email protected]