تباينت ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية حول صفقة التبادل التى تم الاتفاق عليها قبل يومين بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وسلطات الاحتلال الإسرائيلية، برعاية مصرية - ألمانية، والتى يتم بموجبها الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية من مختلف الفصائل، مقابل دليل ملموس، يتمثل فى شريط مصور مدته دقيقة واحدة، يضمن بقاء الجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط على قيد الحياة. وبينما اعتبرت «حماس» أنها أرادت من خلال هذه الصفقة أن تلقن إسرائيل درسا بأنه «لا شيء بالمجان»، انتقدت مصادر إسرائيلية قبول الحكومة بالاتفاق معتبرة أنه كان ينبغى أن يكون التبادل ب «شريط» مقابل «شريط». وفى أول تعليق له، أكد القيادى الحمساوى محمود الزهار أن حركته أرادت من خلال تسليم الشريط مقابل الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية، أن توصل رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلى مفادها بأنه «لا شيء بالمجان»، وحول آلية الاتفاق على قائمة الأسيرات المفرج عنهن، أوضح الزهار أن «حماس» قدمت لإسرائيل، عبر الوسيط المصري، قوائم بأسمائهن لتقرر من ستقوم بتحريرهن مقابل الشريط. وقال الزهار فى حديث لفضائية «الأقصى» إن «حماس» تسعى للوصول إلى صفقة تبادل «مشرفة» مع الاحتلال يتم خلالها الإفراج عن أهم المعتقلين، وليس المحتجزين. ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن مصادر مقربة من عملية التفاوض توقعها بإنجاز الصفقة النهائية فى غضون شهرين، وأفادت الصحيفة أن شريط الفيديو، الذى شاهده حتى الآن الوسيط الألماني، سينقل خلال ال 48 ساعة المقبلة إلى حغاى هداس، مسؤول ملف مفاوضات تبادل الأسرى، ثم يتم نقل نسخة منه إلى عائلة شاليط. وعلى الجانب الفلسطيني، انعكست الأجواء المتفائلة إزاء الصفقة فى أمل أعربت عنه عائلة أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية، والأسير فى سجون الاحتلال بدعوى ضلوعه فى اغتيال رحبعام زئيفي، وزير السياحة الإسرائيلى عام 2001، وأكدت زوجة سعدات أنها تتوقع الإفراج عنه فى مرحلة لاحقة «حسب تطمينات سابقة لحركة حماس». واعتبر ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة «معا» الإخبارية أن تلك الصفقة الأولية تعد بداية فعلية و«إشعار أول» لصفقة كبرى تشمل المصالحة الفلسطينية وفتح المعابر ووقف الصواريخ على إسرائيل ووقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وإجراء الانتخابات الفلسطينية. وجاء ذلك فى وقت استمرت فيه الغارات المتقطعة التى تشنها المقاتلات الحربية الإسرائيلية مستهدفة الأنفاق الحدودية جنوب قطاع غزة، والتى كان آخرها فجر أمس، ردا على إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية محلية الصنع، كما أطلقت الزوارق الحربية النار تجاه مراكب الصيادين قبالة سواحل غزة، دون وقوع إصابات.