في أول اختراق حقيقي في ملف شاليط نجحت الوساطة المصرية في ابرام صفقة بين حماس وإسرائيل سيتم بموجبها تسليم تل أبيب معلومات عن الوضع الصحي لجندها الاسير في غزة منذ 2006 جلعاد شاليط مقابل إطلاق سراح عشرين فلسطينية من السجون الاسرائيلية. وقال مصدر مصري مسئول ل"روزاليوسف" إن مصر توصلت لاتفاق بين حماس وإسرائيل للافراج عن 20 أسيرة فلسطينية من السجون الاسرائيلية مقابل معلومات عن شاليط تتسلمها إسرائيل من حماس. قال بعض مصادر الأنباء من إسرائيل إن المعلومات عبارة عن شريط فيديو يصور حالة شاليط الآن. وبالعودة إلي المصدر المصري فقد اضاف أن عملية الافراج عن الاسيرات ستتم خلال الايام القليلة المقبلة، مشيرا إلي أن القاهرة كانت ترتب لهذه الخطوة منذ فترة طويلة بمساعدة الوسيط الألماني. وقدر المصدر الجهود المصرية في هذه الصفقة بأنها مثلت 80 ٪ مقابل 20 ٪ لألمانيا، مشيرا إلي أن مصر لعبت الدور الرئيسي لابرام الصفقة. وتوقع أن تساعد هذه الخطوة علي احراز تقدم بشأن صفقة تبادل الاسري التي تضم 1000 أسير فلسطيني مقابل شاليط خاصة أن إسرائيل طلبت رؤية أسيرهم قبل اتمام الصفقة. وفيما يتعلق بالحوار الفلسطيني قال المصدر إن مصر ستصيغ الورقة النهائية للمصالحة خلال عشرة أيام وستقوم بارسالها الي الفصائل للموافقة عليها، مشيرا الي أنه سيتم دعوة الفصائل للقاهرة في النصف الثاني من أكتوبر لتوقيع الاتفاق. وأوضح أن المسئولين المصريين قد يزورون دمشق إذا استدعي الأمر، لافتا الي أن الامور تسير علي ما يرام حتي الآن خاصة أن هناك جهداً مكثفاً من قبل القيادة السياسية لانجاز المصالحة. من جانبه أكد أبوعبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن الاسيرات اللاتي سيتم اطلاق سراحهن هن "أربع اسيرات من حركة حماس وخمس من حركة فتح وثلاث من الجهاد الاسلامي وأسيرة واحدة من الجبهة الشعبية وسبع أسيرات مستقلات وطفل. وشدد علي أن الجهود متواصلة من أجل صفقة مشرفة للافراج عن المعتقلين الفلسطينيين مقابل شاليط معتبرا الصفقة الحالية مقدمة لصفقة شاملة وكاملة سيكتمل فيها جميع شروط الفصائل التي تأسر شاليط. من جانبه كشف أبومجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية عن أن حماس ستسلم إسرائيل شريط فيديو مدته دقيقة واحدة تظهر فيها حالة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط للافراج عن الاسيرات. علي الجانب الآخر أكد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ابرام الصفقة، مشيرا إلي أن الحكومة الأمنية قررت الافراج عن عشرين فلسطينية معتقلة مقابل دليل واضح وجديد عن الوضع الصحي لجلعاد شاليط. وأعلنت الاذاعة الاسرائيلية العامة أن الافراج عن الاسيرات الفلسطينيات سيتم غداً الجمعة. بدوره رحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بهذا الاتفاق، مؤكداً أهمية اطلاع الجميع علي أوضاع الجندي شاليط. وأشار الي أن الوسطاء المصريين بادروا إلي هذا الاتفاق كخطوة لبناء الثقة تمهد للمراحل الحاسمة من عملية التفاوض لاستعادة الجندي المحتجز. من ناحية أخري كشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن الموعد المقترح لعقد جلسة الحوار الشامل في القاهرة سيكون يوم 18 أكتوبر يعقبه حفل التوقيع علي إعلان القاهرة للمصالحة. وأوضحت المصادر أن مصر ستوجه الدعوة لجامعة الدول العربية لحضور حفل توقيع "إعلان القاهرة للمصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام 2009" الذي سيحضره جميع قادة الفصائل الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس ويعقد تحت رعاية الرئيس المصري حسني مبارك. وأشارت إلي أن الموعد المقترح لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية وانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني سيكون يوم 25 يونيو المقبل.