هناك أسئلة حائرة تطاردنى دائماً: هل تأسلمت جريدة «المصرى اليوم»؟ هل اخترقها تيار الإسلام الإصولى؟؟. أسئلة مريبة يطلقها حزب «أعداء النجاح».. وأنا أجيب – هنا - على فضول الأصدقاء فحسب: لأننى أنتمى لتلك المطبوعة، وأكتب فيها قبل أن يقرأها مئات الآلاف من القراء: لا يا عشاق الحرية، عليكم فقط أن تدركوا أن كتائب التطرف الفكرى والهوس الدينى منظمة للغاية، تجند «الشبيبة» للنيل من أعصاب الكتاب وسمعتهم، والموقع الإلكترونى للجريدة مصر على تفعيل الديمقراطية الفكرية، مهما غلا ثمنها!!. لدىّ أدلة موضوعية للدفاع عن مطبوعة أعتز بأننى كنت إحدى لبنات تأسيسها فكرياً: ادخلوا على أرشيفى، ستجدوننى صوت الدكتور «سيد القمنى» ضد خفافيش التكفير، ستجدوننى عريضة دفاع عن الدكتورة «نوال السعداوى» فى مواجهة عملية النفى من الوطن.. والقائمة تطول، بعمر المهنة، وتاريخ النضال الفكرى والشعبى.. أنا شخصياً أختلف مع بعض العقول المصرية، وأحاورهم هنا.. هنا أعترض على بيزنس الدين.. و«بزنسة الصحافة» أيضاً. لا تقلقوا: صحافة مصر فى عنفوان موجة عتية تنحت فى الصخر، ليتسع مجرى النهر، ولا تتكسر كقصر من الرمال. أما أنا فلا ألتفت للسباب، لأنه أتفه من قيمة «الوطن»، من أخلاقيات المهنة، يكفى أننى كلما طفت بحثاً عن معلومة، ومادة خصبة لقضية تشغل الرأى العام، أجدها بين دفتى «المصرى اليوم»، ليست لأنها الأصدق أو الأجرأ فحسب، بل لأنها الأكثر ثراءً!!. نعم، ابحث عن موقف الرأى العام والنخبة المثقفة من انتخابات «فاروق حسنى» فى اليونسكو، عن أنفلونزا الخنازير، عن حركة كفاية، عن تطبيع الدكتورة «هالة مصطفى».. فتش عن قلم مشاغب، وكاتب متمرد.. حتماً سيقودك بصرك وبصيرتك إلى هنا. لا تتصور أن هناك نية فى زيادة مكافآت الكُتاب، ولا تتهمنى بالسعى لمنصب ما تحت إشراف الصديق «مجدى الجلاد».. فأنا – بحكم تكوينى - ضد المناصب الإدارية. لقد اخترت أن أكون كاتبة مستقلة، لا أعتمد إلا على قارئ يقتطع جنيها من قوت أولاده ليقرأ لى.. وأقسم أن أظل كذلك. ولست بحاجة لأن أقسم أن أى سكرتيرة فى شركة استثمارية تعيش أفضل من أى صحفى فى هذا البلد.. يكفينى أننى عضوة فى نقابة لا تمنح عصمتها لأحد بسهولة. لا أهوى دور «الشهيدة» ولا أتقمص روح «جان دارك».. ولا أحمل صخرة «سيزيف».. أنا مثلكم جميعاً، أحلم ببيت وسيع وسيارة مريحة، وراتب يسترنى (ولا أقول إن الستر والصحة يتمان دون ذلك). لا أدعى أننى راهبة فى محراب «صاحبة الجلالة».. أنا أتألم أحياناً، بل كثيراً، وأسأل نفسى: لماذا أضع رقبتى على كفى؟، وأتلقى اللعنات بدلاً من التصفيق؟؟. رغم أن الطريق أسهل مما يتصور البعض (!!). الإجابة ببساطة لأن فى هذه المهنة من ضحى أكثر منى آلاف المرات، من يحمل قلباً عليلاً، أو كبداً مسمماً (كضريبة للمواطنة).. ولا ينتظر أى منا إلا أن تتذكر اسمه. ليست لدى الكاتب القدرة، مهما كان عبقرياً، أن يرضى مئات الآلاف من القراء.. لكن لديه على الأقل قلب يتسع لفهمهم جميعاً. الاعترافات السابقة ليست رداً على شتائم البعض.. إنها للأمانة «فضفضة» تمكنت من قلمى، حين تجولت أبحث عن أخبار الدكتورة «نوال السعداوى» فوجدت نفسى هنا.. أعدكم برأى فى عودتها إلى أرض الوطن العدد المقبل.. مادام قلبى قادراً على الحب.