أعلنت السلطات الأمريكية أن «اختبارات الإجهاد» التى أجرتها الحكومة للصناعة المالية الأمريكية كشفت عن أن 10 من 19 من أكبر المصارف الأمريكية مجتمعة بحاجة إلى 75 مليار دولار للخروج من الركود الاقتصادى المستمر. ويواجه مصرف «بنك أوف أمريكا» التحدى الأصعب، حيث يحتاج إلى رأس مال إضافى بقيمة 9.33 مليار دولار، وهو الأمر الذى قد يجبره على جعل الإدارة الأمريكية مستثمرا رئيسيا به فى مقابل الحصول على دعم إضافى منها. وتتضمن قائمة المصارف الكبرى التى سيطلب منها زيادة رؤوس أموالها كلا من «سيتى جروب» الذى يحتاج إلى 5.5 مليار دولار، و»ويلز فارجو» الذى يحتاج 7.13 مليار دولار، و»مورجان ستانلى» الذى يحتاج 8.1 مليار دولار. كما يحتاج مصرف «جى.إم.إيه.سى»، الذراع المالية السابقة لمؤسسة «جنرال موتورز» المتعثرة لصناعة السيارات 5.11 مليار دولار. واجتازت بنوك كبرى أخرى من بينها «جى. بى. مورجان تشيس آند كو»، ومجموعة «جولد مان ساكس»، و»أمريكان إكسبريس» اختبارات الإجهاد. وطلب بنك «أمريكان اكسبرس» الإذن لسداد 3.4 مليار دولار حصل عليها كمساعدات حكومية. وقدرت اختبارات الضغوط أن «أمريكان اكسبرس» لديه رأسمال كاف للإبقاء على الربحية حتى فى ظل أسوأ الاحتمالات وهو خسارة 20% من نشاط بطاقات الائتمان خلال عامى 2009 و2010. وأعلن بنك «سيتى جروب» أنه يتطلع لاستبدال أوراق مالية تفضيلية قيمتها 5.5مليار دولار بأسهم عادية، وهو ما أثر إيجابا على المستثمرين مما تسبب فى ارتفاع سهم البنك بنحو 7%. أوروبيا، أعلن بنك «باركليز» أن أرباحه ارتفعت 15%، حيث عوض النمو القوى فى ذراعه للأنشطة المصرفية الاستثمارية أثر قفزة كبيرة فى الديون المتعثرة. وقفزت أرباح وحدة «باركليز كابيتال» 361%، مدعومة بنمو فى الولاياتالمتحدة بعد عملية الاستحواذ على العمليات الأمريكية لبنك «ليمان براذرز» العام الماضى. وفى الوقت نفسه أعلن البنك المركزى السويسرى أنه تمكن من تحقيق أرباح تقترب من 4 مليارات دولار لارتفاع أسعار الذهب ومكاسب تجارة العملة. وأعلن «رويال بنك أوف اسكوتلاند» البريطانى الذى تم تأميمه جزئيا أنه تكبد خسائر بلغت 1.29 مليار دولار خلال الربع الأول من 2009. بينما كشف بنك «كومريتس» ثانى أكبر بنك فى ألمانيا عن تكبده خسائر أكبر من المتوقع خلال الربع الأول من العام الجارى بلغت 861 مليون يورو (1.15 مليار دولار). وكشف البنك عن برنامج إعادة هيكلة للعودة إلى الربحية بحلول 2011. وفيما أعلن البنك المركزى الأوروبى عن خفض معدل الفائدة بنسبة ربع نقطة مئوية، قرر البنك المركزى فى أيسلندا خفض الفائدة 2.5 نقطة مئوية لتصبح 13%، وقرر بنك التشيك المركزى خفض مستويات الفائدة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق لتصل إلى 1.5% فقط. إلا أن بنك إنجلترا المركزى قرر الإبقاء على سعر الفائدة عند مستواه الحالى 0.5%. واستمرت شركات السيارات الكبرى فى تكبد خسائر جديدة، حيث أعلنت كبرى شركات السيارات الأمريكية المتعثرة «جنرال موتورز» خسائر قدرت ب6مليارات دولار فى الربع الأول من 2009، مقابل خسائر قيمتها 3.3 مليار يورو خلال نفس الفترة من العام الماضى . وبذلك يبلغ إجمالى خسائر الشركة منذ 2005 قرابة 88 مليار دولار. وسجلت مبيعات السيارات الخاصة بمجموعة «دايملر» الألمانية تراجعا حادا خلال شهر أبريل الماضى نسبته 24%، بينما تكبدت شركة «تويوتا موتورز» اليابانية خسائر قدرها 6.9مليار دولار فى حين تتوقع «عاما صعبا»، وتضررت الشركة بقوة بتراجع الاقتصاد العالمى الذى خفض الطلب على السيارات. فى غضون ذلك، حذر مسؤولون فى البنك الدولى من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية، حيث إن الركود الاقتصادى فى الصحراء الأفريقية يرفع من عدد الفقراء إلى 6 ملايين شخص، يصل متوسط دخل الواحد منهم فى اليوم إلى 25.1 دولار. كما أن الركود الذى تتراوح نسبته ما بين 2% و3% سيأتى بنتائج وخيمة ويسهم فى وفاة 700 ألف طفل أفريقى سنويا، بسبب انخفاض الطلب على المواد الأولية وتراجع الاستثمارات الأجنبية وانخفاض المساعدات الدولية.