750 ألف ثرى يشترون «نجوم السما».. بينهم 1200 عربى

فقد «الحبيبة» أحد أشهر عباراتهم الكلاسيكية، التى كانوا يرددونها على مسامع معشوقاتهم «لو بيدى كنت جبتلك نجمة من السما» بعدما أصبح بالإمكان الآن شراء نجمة من السماء بصورة رسمية وكتابتها باسم الحبيبة، وهذا يعنى أن الهدايا التقليدية من وروود وشيكولاتة وخواتم وساعات ذهبية معرضة للانقراض بعد أن أصبح بالإمكان- إذا كنت تقدر- أن تقدم هدية تبقى للأبد «نجمة من السما»
الأمر يدعو للعجب والدهشة، ولكنه ليس خدعة، فهناك مئات الآلاف الذين تجاوزوا مرحلة الدهشة، وقاموا بالفعل بامتلاك نجوم تسكن بالفضاء، وأطلقوا عليها الأسماء التى يريدونها، ورغم أن عدداً ممن اشتروا النجوم كثيرون حتى الآن، ولكن هناك ما يزيد على 100 مليار نجمة لا تزال دون صاحب، ويمكنك رؤية 4000 نجمة منها فقط بالعين المجردة، لكن بشرط أن تعرف أن هناك 350 نجمة لامعة خارج نطاق البيع والشراء، نظراً لتسميتها منذ بداية الاكتشافات الفلكية.
يعود هذا الأمر إلى عام 1979، حيث تولت تحديد مكان نجمتك فى السماء منظمة «إنترناشيونال ستار ريجسترى» www.starregistry.com/index.cfm وبمجرد قيامك بدفع المبلغ المطلوب يتم تسجيل شرائك للنجمة فى الوثيقة الفلكية العالمية.
وتمتلك هذه المنظمة سجلاً دولياً يوثق ملكية أى نجمة تختارها وفق خطوط الطول والعرض، التى حددتها وكالة «ناسا» الفضائية، وبعد أن تشترى النجمة لك حق اختيار اسمها، فقد تسميها على اسم حبيبتك أو زوجتك «مرفت.. كوثر.. أنعام» أو حتى حيوانك المفضل لاكى.. شتورى، وتقدم لك المنظمة أيضاً عدة اختيارات وعروض فى الشراء لمساعدتك فى تسمية النجم، وإذا كنت تفكر أن شراء النجوم متاح فقط للأجانب فقد أخطأت..
 وحالياً هناك ما يزيد على 1200 شخص عربى يمتلكون نجوماً بأسمائهم فى السماء، وتأتى فى مقدمة الدول العربية التى تشهد إقبالاً على شراء النجوم السعودية، حيث يوجد بها ما يزيد على 150 شخصاً يمتلكون نجوماً، وحول العالم يوجد حوالى 750 ألف شخص يمتلكون نجوماً أيضا من بينهم مشاهير فى مجالات مختلفة، مثل ولى العهد البريطانى الأمير»شارلز»، والأميرة الراحلة «ديانا»، والممثل الشهير «توم كروز»، واللاعب «زين الدين زيدان»، والمذيعة المشهورة»أوبرا وينفرى»، يذكر أن مجال بيع النجوم عمل معترف به فى السجلات العقارية الأمريكية والسويسرية والبريطانية، وتكون مواقع النجوم موثقة وفق خرائط فلكية تصدرها وكالة «ناسا».
وعشاق الليل وآخره لم يكتفوا بالنجوم فهناك منهم من يريد امتلاك القمر، حيث إن موقع www.moonestates.com الذى أنشأه رجل أعمال يعيش بإنجلترا يزعم مالكه أن لديه الحق القانونى الكامل فى بيع أراضى القمر فى لندن، بل ينوى فى المستقبل بيع أراضى المريخ والزهرة والقمر «آيو» التابع للمشترى ،إلا أن هناك تحذيرات مستمرة للناس بعدم الانسياق وراء هذه الأوهام.
ويؤكد ديفيد تايلو، محامى العقارات، أنه لا يوجد قانون معترف به يتيح لأى فرد أو منظمة إطلاق أسماء على أراضى القمر، حيث قامت مجموعة شركات فى بريطانيا وأمريكا بإعلان حقها ببيع أراضٍ على القمر، وحققت مبالغ كثيرة من بيع هذه الأوهام فيوجد فى أمريكا وحدها 2345 جهة تقوم ببيع وشراء الأراضى فوق القمر والمريخ وكواكب المجموعة الشمسية الأخرى.
كانت قد عرضت سلسلة متاجر «سيف واى» البريطانية فى أواخر عام 2000 شراء قطعة من القمر تبلغ مساحتها أربعة كيلومترات بسعر نحو ستة عشر جنيهاً إسترلينياً، وذلك فى مقابل الحصول على صك ملكية ونسخة من الدستور القمرى وخريطة توضح الموقع على القمر، ولم يقتصر الأمر على أوروبا وأمريكا فقط، فقد قامت السلطات الصينية بغلق شركة «لونا فيليج» بتهمة بيع أراضٍ على القمر، حيث قامت ببيع أكثر من مليون هكتار فى مواقع مختلفة على سطح القمر، ولم يكن هذا الغلق بسبب الغش أو الخداع، ولكن نتيجة سيل القضايا والشكاوى التى بدأت تتوالى من شركات أجنبية تدعى امتلاك القمر واحتكار حقوق البيع فوقه!
يذكر أن أول شخص سجل القمر باسمه كان الشاعر التشيلى الراحل «جينارو كاجاردو»، الذى سجل القمر باسمه عام 1953، واشتهر بهذه المبادرة لدرجة أن «ناسا» استأذنته من أجل إنزال مركبتها «أبوللو» فى ستينيات القرن الماضى! حيث تساءل جينارو عن المانع فى امتلاك القمر بحكم «أسبقية وضع اليد»، فخرج ببيجامة النوم «خشية أن يسبقه أحد» وسجله باسمه فى بلدية تالكا بتشيلى!
من الطرائف التى تذكر حول حمى استغلال القمر تعود لشركة «جوجل»، التى قررت استغلال سطح القمر للترويج عن نفسها ومنتجاتها، وذلك من خلال وضع شعارها على سطح القمر حتى يراه أهل الأرض، وذلك فى مقابل دفع بليون دولار أمريكى للحكومة الأمريكية!