أفادت مصادر عسكرية وقبلية يمنية بأن مواجهات عنيفة دارت مساء أمس الأول بين الجيش والمتمردين، قتل فيها ما لا يقل عن 50 شخصا. وقالت تلك المصادر إن 21 متمردا وأربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عقيد قتلوا فى المعارك الدائرة فى منطقة حرف سفيان فى محافظة عمران. وبحسب شهود عيان تدخل سلاح الجو اليمنى مرارا لدعم القوات البرية فى ضواحى حرف سفيان وفى محافظة صعدة معقل المتمردين. وأشارت معلومات إلى أن وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن العام اللواء الركن محمد عبد الله القوسى وعثمان مجلى عضو مجلس النواب نجيا من محاولة اغتيال نفذها الحوثيون فى أحد أحياء صعدة صباح أمس. جاء ذلك فيما أعلن الجيش اليمنى عن قصف مقر قيادة الحوثيين فى منطقتى الجميمة ومران بمحافظة صعدة، فيما أسف مصدر عسكرى لعدم استجابة «عناصر الإرهاب» لنداءات السلام. واتهم مصدر عسكرى فى بيان صحفى الحوثيين «بالاعتداء المتكرر على المواطنين وتشريد النساء والأطفال والشيوخ من أبناء محافظة صعدة ونهب ممتلكاتهم ومساكنهم وإطلاق عدة قذائف على تجمع للنازحين فى مخيم الأزقول بصعدة». وقال البيان الرسمى إن وحدة هندسية اكتشفت كمية من الألغام والمتفجرات التى زرعها الحوثيون على الطرق لإعاقة حركة السير ومنع وصول الإمدادات للمواطنين فى منطقة السنارة وتم إبطال مفعولها. وعلى صعيد آخر، أكد مسؤول بارز بالتيار الصدرى توسط التيار بين حكومة اليمن وجماعة الحوثيين فى الحرب التى تدخل أسبوعها السابع، وقال الشيخ صلاح العبيدى الناطق الرسمى باسم التيار ل«الجزيرة نت» إن الأمر يتعلق بوساطة إنسانية قبل أن تكون سياسية، هدفها الأول تقليل معاناة الشعب اليمنى فى صعدة والمناطق المحيطة، خاصة أن العراق مر بالمعاناة نفسها. وقال إن المبادرة جاءت من زعيم التيار مقتدى الصدر، وبنيت على الأسس الشرعية والدبلوماسية الرسمية، حيث «بادرنا بالاتصال بالطرف اليمنى من خلال السفير اليمنى فى بيروت»، فى وساطة استجاب لها الطرف اليمنى بعد ثلاثة أيام. ومن جانبه، رحب مصدر مسؤول فى الحكومة اليمنية بدعوات الوساطة من «الأطراف الحريصة على حقن الدماء وتخفيف المعاناة عن النازحين». واتهم معارض سعودى حكومة بلاده بالتورط فى حرب صعدة فى اليمن إلى أبعد الحدود، مشيرا إلى أن آل سعود يعتبرون اليمن شأنا سعوديا خالصا ويجب ألا يتدخل أو يتحرك أى طرف فيه دون إشارة وإذن منهم. وقال المعارض السعودى فؤاد إبراهيم يوم الخميس، فى تصريحات صحفية إن توصية الملك السعودى المؤسس عبدالعزيز لأبنائه بأن «خيركم وشركم من اليمن»، أسست لنوع غير متكافئ من العلاقة بين السعودية واليمن، وأبقت الأخيرة مرصودة فى السياسة السعودية على المستويين السياسى والعقائدى. واتهم الرياض بارتكاب مجازر فى أربعينيات القرن الماضى خلال الانتفاضات اليمنية، وأن المملكة أنفقت مليارات الدولارات لإحداث انقسام وانشقاق فى اليمن منذ منتصف التسعينيات، بهدف تحويل قسم كبير من اليمنيين إلى المذهب الوهابى لمواجهة المذهب الزيدى الغالب.