اقترن اسم الكاتب الإنجليزى فيليب بولمان بالكتب الموجهة للأطفال فى بداية مرحلة الشباب، وتدور أحداثها فى العوالم الخيالية ومغامرات الكائنات الخرافية، والتى كانت دائما مثار انتقادات الكنيسة الكاثوليكية والجماعات الدينية، التى ترى فى كتابات بولمان الكثير من الإيحاءات التى تمس العقيدة، ولم تكد العواصف بين بولمان والرابطة الكاثوليكية للحقوق الدينية والمدنية تهدأ، حتى بدأ فى الحملة الدعائية لروايته الجديدة والمقرر صدورها فى بداية العام المقبل، وهو ما ينذر ببدء حملة جديدة ضد الكاتب. يتناول الكتاب الجديد حياة السيد المسيح وكتابة الإنجيل، ولم يكشف فيليب بولمان سوى الخطوط العريضة للرواية، لكنه قال إنها تعتمد على أماكن وشخصيات وأحداث حقيقية من خلال تناول حياة السيد المسيح باعتباره رسولا عاديا وليس ابن الله كما تؤمن المسيحية، وترى الرواية أن فكرة ابن الله جاءت من خيال بولس الرسول الذى اشتهر بقدراته الخطابية المقنعة والتى أدت الى الترويج لفكرة أن المسيح هو ابن الله، واعتبر بولمان أن بولس الرسول عبقرية أدبية وأحد أكثر الرجال تأثيرا فى تاريخ العالم وربما يتجاوز تأثيره تأثير يسوع المسيح نفسه، وأضاف فيليب أن روايته تدعو للتمسك بالقيم والأعمال التى تعلى من شأن الحكمة والأهم أنها ستجعل القراء يتساءلون عن الكثير من الأمور حولهم بدلا من اعتبارها من المسلمات. وبمجرد الإعلان عن هذه الرواية وخطوطها العريضة خرج على الفور ريتشارد هولواى، الأسقف السابق لأدنبرة، ليعلن أن ما يكتبه فيليب بولمان مجرد أساطير يعيد صياغتها، وأن خطورتها تكمن فى تداخل الخيال بالمعلومات التاريخية، خاصة أنها موجهة إلى قراء لايزالون فى مرحلة الشباب. فيليب بولمان خريج جامعة أكسفورد وأصدر أكثر من 20 كتابا للشباب إلا أن شهرته بدأت منذ عام 1995 عقب إصداره ثلاثية the dark materials المواد السوداء، والتى تعد واحدة من أكثر السلاسل التى تتحدى الكنيسة الكاثوليكية حتى إن الكثيرين يطالبون بمنع وضعها فى المكتبات العامة. وعلى الرغم من هذه الانتقادات، فإن هذه السلسلة حصلت على عدد من الجوائز الأدبية مثل جائزة الجارديان لكتب الأطفال، وجائزة وايت بيرد التى منحت لأول مرة لكتاب يصنف بأنه من كتب الأطفال بل تحول الجزء الأول من السلسلة والذى يحمل اسم Northern Lights «الأضواء الشمالية» إلى فيلم سينمائى للنجمة نيكول كيدمان بعنوان: Golden Compass» البوصلة الذهبية، إلا أنه لم يحقق أى نجاح تجارى، وهو الأمر الذى أرجعه الكاتب إلى التغيير الذى أحدثته شركة الإنتاج فى القصة الأصلية، خوفا من انتقادات الكنيسة، فخرج الفيلم نسخة مشوهة من الرواية.