بعد أن كانت «شوارع الأزهر» وخاصة ممرات بيع الأقمشة من أكثر الأماكن المزدحمة فى مصر، والتى كان العرائس من الطبقة الارستقراطية يتوافدن عليها لشراء أفخر أنواع الأقمشة، اختلف الوضع حالياً حيث أصبحت هذه المنطقة خالية من الزبائن، ولا يجد أصحاب المحال من يشترى بضائعهم المتراصة لعدم إقبال الناس على الأقمشة وتفضيلهم الملابس الجاهزة. بمجرد مرورك فى شارع الأزهر تجد تجار الأقمشة يقفون على أبواب محالهم وأحياناً داخلها وبعضهم يضطر إلى النداء على المارة كنوع من الدعاية لبضاعته المركونة التى يعلوها التراب. إدوارد عزيز، صاحب محل قماش فى شارع الحمزاوى قال إن السبب الرئيسى فى هذا الكساد الملابس الصينية التى انتشرت حالياً وتباع بأسعار رخيصة، مؤكداً أن الصين تهتم بشكل البضاعة وهذا ذكاء تجارى منها لأن الشكل يجذب العين، لكن بضاعتها رديئة وتتلف بسرعة. وأضاف إدوارد أن المسؤولية تقع على شبابنا الذى يتكاسل ولا يجوب فى الشوارع مثل الفتاة الصينية التى تحمل بضاعتها على ظهرها ولا تخاف من دخول أى بيت، وقال: ذات مرة سألت شاباً صينياً لماذا يأتى مصر ويتاجر فيها فقال لى: لأن عيشتكم رخيصة فى المواصلات والأكل والشرب وهذا يساعدنى فى تحقيق أرباح، وتساءل: لماذا نعطى للصينيين الفرصة للكسب على حسابنا؟ الإقبال على شراء الأقمشة شكوى اجتمع عليها معظم تجار الأزهر مؤكدين أن الأقمشة التى كانت توزع كزكاة على الفقراء تم استبدالها بالملابس الجاهزة، وتسبب هذا فى زيادة كساد السوق، وقالوا على سبيل السخرية: من يهدى أحداً قطعة قماش كأنه أعطاه «بلوة» لأن ثمن تفصيل العباءة يكلف ثلاثة أضعاف ثمن العباءة الجاهزة، وأشاروا إلى أنهم يشترون لأولادهم ملابس جاهزة لأنهم يعلمون جيداً مشاكل التفصيل.