من يرى جسدها الصغير وعمرها الأصغر لا يعرف حجم المسؤولية التى تحملها على عاتقها هى وشقيقها الصغير، الذى تصطحبه مرتين فى اليوم لتسير به مسافة أكثر من نصف ساعة من قرية الأخصاص وحتى منطقة السد أو الشلالات بالقناطر الخيرية، حيث مكان عملها كبائعة متجولة لسنانير الصيد «الغال». تركها والدها لتلقى مصيرها فى الكفاح والعمل للصرف على إخوتها وهى فى السابعة من عمرها، حيث إن لديها 8 إخوة تزوج منهم 3 وأصبحوا منشغلين فى حياتهم وبقى 5 صغار أصبحوا مسؤولية وضعت فى عنقها. تركت مروة المدرسة وهى فى الصف الأول الإعدادى لتبدأ مشوارها لكسب قوت يومها تاركة حلمها فى أن تصبح ممرضة، «عمرى ما حلمت أكون دكتورة.. أصل ده حلم إحنا مش قده». عرفت مروة طريق الشلالات عن طريق صديقاتها فى البلد اللاتى اعتدن العمل فى هذه المنطقة، نظراً لفقر الحال فى قريتهن، فإحداهن تبيع الغال والأخرى تبيع الحلوى وهذه تؤجر عوامات للمصيفين فى الشلالات. تشير عقارب الساعة إلى السادسة صباحاً لتبدأ مروة عبدالله 15 عاماً فى الخروج من منزلها حاملة فى يدها «الغال»، وهو مجموعة من السنانير المصنوعة من الخوص، بعد أن عكفت هى وأخواتها الأربع الصغار ووالدتها على تصنيعها طوال الليل، وفى اليد الأخرى أخوها الصغير الذى تحتمى به وتتخذه رجلها. تذهب مروة إلى الأراضى الزراعية لتجمع هذا الخوص وتحضره إلى البيت ليقوموا بتقشيره لصنع السنانير ويشتريه منهم زوار القناطر ليصطادوا به السمك من النيل. ونبيع السنارة بجنيه ونصف الجنيه، أصل زبائن القناطر على قدهم، ولو غلينا السعر مش هنبيع.