يمثل مسلسل «خاص جدا» نقلة جديدة ليسرا ومغامرة محسوبة - على حد قولها - بعد أن استعانت بمؤلف ومدير تصوير ومخرجة فى أولى تجاربهم التليفزيونية، ومع ذلك، اعترفت بأنها لاتزال تعيش حالة قلق من التجربة ولم تشعر بالاطمئنان حتى الآن، كما رفضت ما يتردد عن أنها حصرت نفسها فى أدوار محددة، وقالت إنها جسدت كل الشخصيات خلال مشوارها. ■ هل كان اختيار مدير تصوير ومؤلف ومخرجة لأول مرة مغامرة؟ - لا أنكر أن التجربة تدخل فى إطار المغامرة، ولكنها محسوبة لأننى أعرف إمكانيات كل شخص استعنت به، فأنا أحضر لهذه الفكرة منذ عامين ونصف العام مع المخرجة غادة سليم، وأرى أنها مخرجة واعدة لأنها قامت بعمل «ستورى بورد» للمسلسل بالكامل قبل بدء التصوير، كما أننى أعرف مهارات تامر حبيب ومدير التصوير سامح سليم، وكنت متوقعة أننا سنقدم عملا جيدا، ولكن لا نضمن نجاحه، وكنت أريد أن أغير جلدى خلال هذه التجربة لأننى بصراحة أسبق الجميع فى خطواتى، فأنا أول ممثلة تستعين بكاميرات «هاى ديفنيشن» فى تصوير المسلسلات، كما أننى أول من كسر تابوهات الموضوعات التقليدية وطرحت قضايا اجتماعية جريئة وشائكة كما فعلت فى مسلسل «فى أيد أمينة» الذى قام البعض باقتباس فكرته فى موضوعات تقدم هذا الموسم، وقدمت أزمة الاغتصاب فى مسلسل «قضية رأى عام»، وطورت من شكل الديكورات، وفى هذا العمل قمنا بالتصوير فى 150 موقعا خارجيا، واستعنا ب40 ممثلا قدموا أدوارا مختلفة ومتميزة، وأعتقد أن إصرارى الدائم على تغيير جلدى وتقديم كل ما هو جديد وضعنى فى مأزق. ■ إذن أنت مطمئنة لنجاح المسلسل؟ - أنا لا أطمئن أبدا، ويوميا أجلس على أعصابى لأننى قلقة وجبانة وخوافة ولا أرضى أبدا عن العمل إلا مع انتهاء عرض جميع الحلقات، رغم أن هناك العديد من مؤشرات النجاح، منها رد فعل الجمهور وزيادة نسبة الإعلانات على المسلسل منذ بداية عرضه. ■ ولماذ قررت عرضه فى رمضان بعد أن كان مرشحا للعرض فى الشتاء؟ - هذا المسلسل يجوز عرضه فى أى وقت، كما أنه يتحمل تقديم أجزاء عديدة، ولكن طبيعة المصريين لا يقبلون المسلسلات الطويلة التى تستمر لأكثر من ثلاثين حلقة كما يحدث فى المسلسلات التركية والأجنبية، وعندما بدأنا هذا المسلسل لم يكن أمامنا سوى موسم رمضان، وأعتقد أنه أفضل موسم للمشاهدة. ■ ولكن دراما المسلسل قد تكون غير مناسبة للعرض فى رمضان؟ - دائما أفضل كسر التابوهات والحواجز، وتقديم هذا المسلسل كان الهدف منه كسر حاجز التعامل مع الطبيب النفسى الذى يعتبر البعض أن اللجوء إليه شىء مهين، رغم أنه الإسفنجة الحقيقية التى يمتص بها هموم المريض، وقد عرضنا أمراضا بسيطة حتى يتفهمها الجمهور العادى وحتى لا تسبب أى أذى عند عرضها فى رمضان وهذا ما جعلنى أقبل المسلسل فى البداية. ■ لم تلجئى لذكر مصطلحات طبية أثناء علاج المرضى فى المسلسل؟ - معظم مصطلحات الأمراض النفسية صعبة ومعقدة وليس من السهل فهمها، لذلك عرضت بعض المصطلحات البسيطة، وكان صعبا للغاية أن أطلق المصطلحات مع كل المرضى، بالإضافة إلى أن الدكتور أحمد عكاشة قد نصحنى بعدم ذكر المصطلحات أو أسماء الأدوية حتى لا تكون دعاية. ■ لماذا جاءت ملابس الشخصية غير مناسبة لدور الطبيبة؟ - معظم الأطباء النفسيين «شيك» فى ملابسهم، وهذه الطبيبة تعيش فى مستوى اجتماعى مرتفع، وقد ظهر ذلك فى المحيط الذى تعيش فيه وهى تعيش بحرية فى كل شىء، فهى ليست وزيرة أو محامية حتى تلتزم بملابس محددة، ولا تحتاج أن تظهر فى المجتمع بملابس وفى عملها بملابس أخرى. ■ أنت متهمة بتقديم الشخصية بطريقة يسرا؟ - هذه مجاملة أكثر منها اتهام، لأن الذى وصفنى بذلك لم يستطع أن يفرق بين يسرا والشخصية التى أقدمها، وهذا يعنى أننى أذوب فى الشخصية وأغوص فى داخلها، وهذا ما جعله لا يفرق بينى وبين الشخصية، والهجوم بدأ على المسلسل قبل أن يعرض، وهذا عادة ما يحدث معى من جانب بعض الأشخاص، وقد حاولت هذا العام أن أستفيد من نقدهم وأقدم نفسى بشكل مختلف حتى أتعرف على آرائهم هذه المرة، لأننى لم آخذ الدراما لصالحى ولم أظهر بالشخصية المثالية. ■ ولكن البعض يرى أن أدوارك أصبحت نمطية ومكررة؟ - هذا كلام غير صحيح لأننى أكثر ممثلة فى جيلى قمت بتغيير جلدى، وقدمت كل الشخصيات خلال مشوارى، ونجحت فى ذلك، ومن يقل ذلك يريد أن يحجمنى فى اطار واحد، ولكننى لا أسمح بذلك لأن جمهورى يعرف الأدوار التى قدمتها.. وأعترف بأننى أجرأ ممثلة فى جيلى، أو من أجرأ ممثلات جيلى. ■ هل سبق لك اللجوء إلى طبيب نفسى؟ - فعلتها عام 1982، وكانت طبيبة أمريكية، وقد عالجتنى دون حقن أو حبوب، وقد تأثرت كثيرا بهذه الطبيبة رغم أننى قابلتها مرة واحدة فقط، واعتقدت أنه ينقصها جناحان كى تكون ملاكا، وأعترف بأن معظم أدائى لهذه الشخصية استوحيته من الطبيبة الأمريكية. ■ لماذا يرفض المجتمع المصرى فكرة الطبيب النفسى؟ - أرى أن كل شخص فى المجتمع يحتاج طبيبا نفسيا لاننا بصراحة مرضى حتى الأطباء النفسيون يحتاجون لأطباء، ولكن بعض فئات المجتمع المصرى يعتقدون أن الذهاب للطبيب النفسى جرم كبير، منهم من يذهب لأطباء ولا يعترفون بذلك خوفا من وضعهم الاجتماعى، رغم أننا جميعا نحمل من العقد والمشاكل التى تجعل كل منا يسير بجوار طبيب نفسى، ولكن نحن نقول إن الصديق الوفى هو طبيبك النفسى، وأنا من يطبق هذه النظرية وأعتبر أن أصدقائى هم أطبائى النفسيون. ■ هل فرضت مشاركة دبى فى إنتاج المسلسل التصوير فى الإمارات؟ - جاء ذلك بالمصادفة، وفوجئت بالسيناريست تامر حبيب يكتب مشاهد فى الإمارات، وقال لى إن الهدف كشف بعض الأمراض فى الوطن العربى ككل، وشجعت الفكرة وكان هناك العديد من المشكلات النفسية التى لم نتطرق لها، لأنه مسلسل تليفزيونى. ■ يقال إنك ستقدمين أجزاء أخرى من المسلسل؟ - حتى الآن لم نقرر ذلك، ولا أستطيع أن أجبر تامر على ذلك، وليس عندى مانع إذا كتب أجزاء أخرى.