«الأدعية والأذكار فى رمضان.. حصن المسلم.. الدعاء فى ليل ونهار رمضان»، وغيرها الكثير من الكتيبات التى لا تتجاوز صفحاتها من القطع الصغير 50 صفحة، كثيرا ما نجدها بين أيدى الباعة الجائلين فى وسائل المواصلات، الأمر الذى يفتح باب السؤال عن سبل نشر هذه الكتب، ومدى أهميتها وإقبال القراء عليها، ونوعية الكتيبات التى يُقبل عليها المسلمون فى شهر رمضان. تقول «أم محمد»، بائعة وهى متجولة منتقبة تقف أمام إحدى محطات مترو الأنفاق، إنها تبيع الكتيبات الصغيرة فى المترو، وأغلب هذه الكتيبات عبارة عن كتب دينية، منها الأدعية والذكر والحكم والمواعظ، وإنها تشتريها «بالجملة» من سور الأزبكية، ولا يزيد سعر الكتيب الواحد على جنيه، فى حين تباع أذكار الصباح والمساء بنصف جنيه، وأضافت أن الكتيبات لها جمهورها، وأغلبه من الشباب من الجنسين. وحين تكون الكتيبات الخاصة بالطهو هى الرائجة فى شهر رمضان. محمد رشاد، صاحب الدار المصرية اللبنانية، قال: إن الكتيبات الدينية المنتشرة بين أيدى الصائمين ويروجها الباعة الجائلون فى وسائل المواصلات، لا يمكن وصفها بأنها كتب أو حتى كتيبات، وإنما نشرات تضم مجموعة من الحكم والمواعظ، والمأثورات والأدعية والدروس الدينية، من أجل تحقيق بعض الربح، من خلال استهداف فئة محددة من الجمهور القارئ، وهم «عوام القراء»، ممن لا يلجأون الى الكتب الكبيرة أو المراجع، خاصة أن تلك النشرات تكون عبارة عن اختصار لبعض الكتب الكبيرة أو بعض من فصولها، أو مصغرة من خلال تصغير «بنط» الخط، اقتداء بمصاحف القرآن، التى تطبع فى صورة أجزاء. وعن إمكانية وجود أخطاء بهذه الكتيبات قال إنه لا توجد أى جهة مسؤولة عن تلك الكتيبات، وفى حالة وجود أخطاء تخالف العقيدة يتم تقديم شكوى للأزهر الذى يبحث مدى مطابقتها للعقيدة، ويبلغ الجهات الرقابية المسؤولة التى من شأنها إقرار سحب تلك الكتيبات من الأسواق ومنع بيعها. محمود بكار، مدير دار السلام للنشر، التى تصدر مجموعة من الكتيبات الدينية، قال: إن الكتيبات الصغيرة بحجم الجيب متاحة فى الأسواق، ومنها كتب تثقيفية ودينية، لكن ما يباع بوسائل المواصلات غالبا ما يكون كتبا دينية أو كتبا للطهو، وأضاف أن المهم فى أى كتاب، مهما كان حجمه، هو اسم مؤلفه، ودار النشر التى أصدرته، وكلما كان المؤلف ودار النشر أهلا للثقة، كان الكتاب جيدا، ومحتواه الفكرى موثوقا فيه. وعن انتشار مجموعة من الكتيبات الدينية التى لا تحمل أسماء دور نشر، وتكون عبارة عن اختصارات، قال إنه بالرغم من سهولة طباعة الكتيبات، ورخص تكلفتها مقارنة بالكتب الكبيرة، فإن مطابع بير السلم غالبا ما تبحث عن مكاسب مادية أكبر، الأمر الذى يجعل تزوير الكتيبات الصغيرة غير منتشر، لكن فى حالة وجود كتب دينية تشتمل على معلومات خاطئة يجب التوجه مباشرة إلى الأزهر الشريف للتحقيق فى الأمر والعمل على مصادرتها.