أين عقلى؟ فطول عمر الكبارى فوق والمجارى تحت من أيام «دقوا الشماسى» حتى أيام «سدوا الشوارع» م الضحى لحد التماسى، فنحن دولة مواردها محدودة وشوارعها مسدودة، ومن أيام «المسلات» حتى أيام «المسلسلات» هناك مؤامرة على العقل المصرى، وشيخ البلد خلف ولد من فرحته زار «عمته» فوجدها ممددة على الأرض والمسلسل شغال فنقلها إلى المستشفى وعندما أفاقت سألته (هو أدهم أبوضحكة جنان عمل إيه فى حرب الجواسيس؟).. فى الدول المتقدمة يوجد مستشفى متخصص لعلاج ضحايا المسلسلات وليس مجرد عنبر ملحق بالعباسية، فالأعداد تتزايد.. توجهت لزيارة صديقى فى مستشفى ضحايا المسلسلات وقابلنى المخرج المناوب يرتدى البالطو الأبيض وقال لى (أنا قلبى دليلى) فقلت له (وأنا كمان قلبى دليلى) وهى كلمة السر للدخول.. فى الردهة قابلنى رجل ملتح يحمل حربة ودعانى للنزال فلما اعتذرت لضيق الوقت صرخ: - «تباً لك يا أم زياد سأشكوك للوالى» ثم جرى. كانت تتصاعد من العنبر أصوات عالية تردد: - «أنا اللى حاتجوزها مش أخويا»... رأونى أقترب بحرص من الباب فصرخوا: - «سكوت... مذيعة الربط وصلت».. كانوا مقسمين أنفسهم إلى أكياس شيبسى وعلب سمنة صعدت إلى الدور العلوى فوجدت صديقى فى عنبر الإعلانات يصرخ: - «السمن لا يواجه إلا بسمن.. دع مائه علبة تتفتح».. ثم خلع قميصه ووضعه فى فم رجل ضخم الجثة معتقداً أنه غسالة فسألته عن سبب اختياره لهذا الرجل بالذات فقال: - «أصلة بيوفر فى الميه والكهرباء» وبدأ فى تشغيله.. اقترب منا رجلان فقدمهما لى صديقى: - «ده عبدالصبور فتيحة وده برضه عبدالصبور فتيحة».. سألته عن الفرق فقال: - «ده بينحرق وده مش بينحرق وده فورى وده تقسيط». حضر المخرج المناوب وصرخ فىَّ (يالاَّ إلبس صعيدى بسرعة علشان تقوم بدور خواجة). [email protected]