تواصل «المصرى اليوم» عرض سلسلة طويلة من الجرائم التى جمعها الكاتب الأمريكى كليفورد إيرفنج بين دفتى مجلد ضخم يضم «الجرائم الخمسمائة وواحد الأسوأ والأشهر فى العالم». استعرض الكاتب الجريمة بأسلوب شائق ومشوق، ألقى من خلاله الضوء على تفاصيلها وزمانها ومكانها. أول جريمة اختطاف فى أستراليا بسبب «ورقة يانصيب» كانت عملية خطف جرايمى ثورن، هى أول جريمة خطف فى أستراليا، كان جرايمى ابنا لبائع يدعى بزايل ثورن، 37 عاماً، اضطرته الظروف للسفر إلى سيدنى عام 1960. اشترك بزايل فى السحب على عاشر «ورقة يانصيب» صممتها حكومة جنوب والاس الجديدة لجمع أكبر قدر من الأموال لبناء دار أوبرا فى سيدنى. ساعد الحظ بزايل عندما فازت ورقته ليجنى 100 ألف دولار فى الأول من يونيو من نفس العام، ليتصدر هو وأسرته الصفحات الأولى فى الصحف بسيدنى. كان لدى «بزايل» وزوجته «فريدا» طفلان أحدهما جرايمى، الذى كان حينها «8 سنوات» وبيلندا التى كانت فى الثالثة من عمرها، وكانوا يعيشون جميعاً فى غرفتين فى شقة بالدور الأرضى ب69 شارع إدوارد فى بوندا. اعتاد جرايمى الذهاب إلى مدرسته فى الثامنة والنصف من صباح كل يوم بمرافقة صديق العائلة فيليس سميث، وذات يوم تأخر سميث خمس دقائق عن مصاحبة جرايمى، مما اضطر جرايمى لمغادرة المنزل وحده ليذهب إلى مدرسته. فى ذلك اليوم الذى وافق 7 يوليو 1960، جاء سميث متأخراً ليصطحب جرايمى إلا أن والدته أخبرته بأنه ذهب للمدرسة، لتفاجأ بأن ابنها لم يصل إلى المدرسة عقب اتصال هاتفى أجرته، مما دفعها إلى إبلاغ الشرطة. فى الساعة العاشرة إلا الربع صباح اليوم، تحدث خاطف «جرايمى» مع والده وطالبه بفدية قدرها 25 ألف دولار يجب تسليمها قبل الساعة الخامسة من عصر ذات اليوم، مهدداً إياه قائلاً: «إن لم أحصل على النقود، سأجعل الطفل طعاماً لأسماك القرش». اتصل الخاطف مرة أخرى فى الساعة العاشرة إلا عشر دقائق ليخبر والد جرايمى بأنه يريد الأموال مقسمة على حقيبتين، لتصبح هذه آخر مكالمة، بعد شهر وبالتحديد فى 15 أغسطس، تم العثور على جثة «جرايمى ثورن» فى إحدى الحدائق العامة فى سيفورث بسيدنى، حيث اكتشف عدد من الأطفال الجثة أثناء لعبهم فى الحديقة. كان جرايمى لايزال مرتدياً زى المدرسة مقيداً من اليدين والقدمين بالحبال، وغطاء من السلك حول رقبته، وأكد تقرير تشريح الجثة أن سبب الوفاة، إما عن طريق الخنق أو ضربة قوية على الرأس أو الاثنين معاً، موضحاً أنه توفى فى غضون 24 ساعة بعد اختطافه، كما وجد الأطباء الشرعيون أيضاً آثار ضرب بأدوات حادة فى جثمان جرايمى وأنواعاً من النباتات. قال الشهود إنهم رأوا سيارة زرقاء فورد بالقرب من المكان الذى كان يعتاد جرايمى السير منه، وتوصل البحث الجنائى المكثف فى 24 أغسطس إلى أن ستيفن ليسلى برادلى، الذى يعمل كهربائياً، وهو مهاجر هنجرى اسمه الحقيقى استفان بارانيا «43 عاماً»، هو صاحب هذه السيارة، وكان يبدو إنساناً متعاوناً ولطيفاً، وكشفت التحريات أن برادلى غادر البيت يوم 7 يوليو فى نفس توقيت اختطاف جرايمى. بعد إلقاء القبض عليه فى 19 نوفمبر اعترف برادلى بالاختطاف، إلا أنه قال إن جرايمى تم خنقه من قبيل المصادفة، وتمت محاكمة برادلى بالمحكمة الجنائية العليا فى سيدنى يوم 20 مارس 1961 وانتهت المحاكمة خلال تسعة أيام بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة. توفى برادلى فى السجن يوم 6 أكتوبر 1968 أثناء لعبه التنس مع سجناء آخرين. أما بالنسبة لأسرة جرايمى، فقد انتقلت فريدا وبيلندا ثورن من بوندا إلى روس باى، بينما توفى بزايل فى 1978.