مصطفى بكري: مصر موقفها واضح ومع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره    سعر الدولار اليوم الخميس 20-6-2024 فى البنوك المصرية    السياحة : لم نتلق أي شكاوى رسمية بشأن تنظيم شركات لسفر حجاج بتأشيرة زيارة    طعن شاب إسرائيلي في البطن والقلب بالمكسيك    القنوات الناقلة لمباراة الارجنتين وكندا فى كوبا امريكا 2024    السياحة : متواصلون مع المستشفيات بمكة لمتابعة أي حالات مرضية تخص حجاج السياحة    حسب برجك.. أنت مين من شخصيات فيلم "ولاد رزق 3"    «في بيتنا مسرح» عرض مسرحي في احتفالات ثقافة أسوان بعيد الأضحى    الخارجية الأمريكية: نعمل مع مصر وقطر وإسرائيل للتوصل لوقف إطلاق النار فى غزة    موعد نهاية إجازة عيد الأضحى 2024 للموظفين والعاملين بالدولة    طرق مختلفه لدفع فاتورة التليفون الأرضي أونلاين    عاجل.. الكويت تقطع الكهرباء يوميًا بعد زيادة الأحمال وارتفاع الحرارة    "أحببتكم وأخترتكم".. الأنبا ميخائيل يرسم شمامسة جددا بكنيسة الملاك بحلوان    ملخص وأهداف مباراة الدنمارك ضد إنجلترا فى يورو 2024    بعد القرار الرئاسي بترميمه، جولة داخل ضريح الشيخ الشعراوي بمسقط رأسه بدقادوس (صور)    تعرف على أبرز برامج الذكاء الاصطناعي    مصرع أم وطفلتها أسفل عجلات القطار بمركز ديروط بأسيوط    محافظ الدقهلية يكشف حقيقة قطع الأشجار بحديقة عروس النيل والحدائق العامه بالمنصورة    زعيم «الحوثيين»: البحرية الأمريكية تواجه أعنف قتال لها منذ الحرب العالمية الثانية    مدرب بيراميدز: استحققنا الفوز على بلدية المحلة    الشباب والرياضة: أكثر من 13.5 مليون مواطن ترددوا على مراكز الشباب في عيد الأضحى    منها «الجوزاء».. مواليد 4 أبراج فلكية من السهل إرضائهم    توفيت بالحج، زوج ينعي زوجته بكلمات مؤثرة: كانت ملاكًا تسير على الأرض    معظمهم غير مسجلين.. عدد الوفيات في صفوف الحجاج يتجاوز الألف    «القارئ الباكي».. أقارب الشيخ محمد صديق المنشاوي يحيون ذكرى وفاته من أمام مقبرته بسوهاج (فيديو)    ضربة الشمس القاتلة.. كيف تسببت درجات الحرارة في وفاة مئات الحجاج؟    انفراجة فى توافر الأدوية بالصيدليات.. تحرير سعر الصرف ساعد فى تأمين النواقص    جيش الاحتلال: إصابة جنديين بجروح خطيرة جنوبي غزة    مجازر الغربية تستقبل 1186 رأس ماشية خلال أيام عيد الأضحى المبارك    فرحة العيد لسه مكملة.. إقبال على الملاهي بحدائق كفر الشيخ للاحتفال    الأقصر.. توقيع كشف طبي على المواطنين في أرمنت ضمن خدمات عيد الأضحى    الرئيس السيسى يوجه بتشكيل خلية أزمة لمتابعة حالات وفاة الحجاج المصريين.. إنفو    ما حكم زيارة أهل البقيع بعد الانتهاء من أداء مناسك الحج؟.. الإفتاء توضح    نتائج الصف التاسع اليمن 2024 صنعاء وزارة التربية والتعليم بالاسم ورقم الجلوس بالدرجات.. موقع www yemenexam com    "تجاهلوا الرد".. أتشمبونج يهدد الزمالك بشكوى جديدة    رابطة الأندية: إحالة تقرير حكم مباراة الزمالك والمصري للجنة الانضباط    كيف تبدو "المشاعر المقدسة" عقب مغادرة الحجاج ..فيديو    تنسيق الجامعات.. تعرف على برنامج التصميم المعماري والعمراني المستدام بجامعة حلوان    سرايا القدس: نخوض اشتاباكات عنيفة مع جنود الاحتلال في رفح    عودة بطولة الأفروآسيوية.. مواجهة منتظرة بين الأهلي والعين الإماراتي    هيئة الدواء المصرية توضح العلاقة بين تناول اللحوم والإمساك    رومانيا: تبرعنا لأوكرانيا بمنظومة باتريوت مشروط بحصولنا من الناتو على مثلها    وفاة رجل الأعمال عنان الجلالي مؤسس سلسلة فنادق هلنان العالمية    عاجل.. موقف وسام أبو علي النهائي من المشاركة أمام الزمالك في القمة    إنهاء قوائم الانتظار.. إجراء مليونين و245 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة    ياسر الهضيبي: ثورة 30 يونيو ستظل نقطة مضيئة في تاريخ مصر    7 ضوابط أساسية لتحويلات الطلاب بين المدارس    ضبط عاطلين بحوزتهما كمية من مخدر الحشيش بالمنيرة    إجراء اختبارات إلكترونية ب147 مقررًا بجامعة قناة السويس    مصدر: لا صحة لإعلان الحكومة الجديدة خلال ساعات    في يومهم العالمي.. اللاجئون داخل مصر قنبلة موقوتة.. الحكومة تقدر عددهم ب9 ملايين من 133 دولة.. نهاية يونيو آخر موعد لتقنين أوضاعهم.. والمفوضية: أم الدنيا تستضيف أكبر عدد منهم في تاريخها    تركي آل الشيخ عن فيلم عمرو دياب ونانسي عجرم: نعيد ذكريات شادية وعبدالحليم بروح العصر الجديد    لمرضى القلب العائدين من مناسك الحج.. إرشادات من المجلس الصحى السعودى    طواف الوداع: حكمه وأحكامه عند فقهاء المذاهب الإسلامية    عاجل - "الإفتاء" تحسم الجدل.. هل يجوز أداء العمرة بعد الحج مباشرة؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 20-6-2024    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    الركود يسيطر على سوق الذهب وإغلاق المحال حتى الإثنين المقبل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سكك حديد مصر
نشر في المصري اليوم يوم 04 - 09 - 2009

جاء من الصعيد فى القطار القشاش.. قطار الغلابة إياه، حيث سعر التذكرة مقدور عليه.. ليس مهماً أين ستجلس أو هل ستجلس أم تأخذها وقوفاً.. المهم شىء يتحرك ويوصلك.. سألت وقال: القطار كما هو.. لم يتغير فيه شىء.. القطار نفس القطار.. الأرفف هى هى.. الكثيرون مازالوا ينامون فوقها.. الأرض متسع للجميع..
سطح القطار ذات نفسه مكتظ بالزبائن.. وبوابير الجاز والشاى؟!.. زى ما هو البابور.. والشاى الكباية بجنيه لا شىء تغير عما قبل.. هذا الرجل الصعيدى بالمناسبة هو أحد الناجين من حادثة قطار العياط الذى احترق عام 2002 فى شهر فبراير..
وقد عانينا بشدة من أجل أن نعرف مصيره ثلاثة أيام حتى وصل إلى «الحاجر» مركز «إدفو»، وعلمنا أنه نجا بأعجوبة.. تذكرت هذه الحادثة وأسئلتى وإجاباته وأنا أشاهد إعلانات «سكك حديد مصر»، والإعلانات تشير إلى أن تخريب القطارات الجديدة «نوڤى» اللى هى بفلوس ضرائب الغلابة، يتم بواسطة ذات نفس الغلابة يا سبحان الله..
واحد يقطع الكراسى والثانى يكسّر الرف والثالث يحفر فى الشباك.. والصوت الرخيم يقول متفائلاً: تفتكروا فيه حاجة هتتغير؟.. متفائل جداً.. ثم يقول.. إن السكك الحديد ملكنا إحنا الشعب والوطن والناس.. شىء غريب قوى الإعلان ده.. هو دعاية للحفاظ على القطر الجديد نوڤى؟
من مين بقى؟ معنى هذا الإعلان إن الحكومة يا عينى عمالة تصرف وتشترى وتشحت علينا من اللى يسوى واللى ما يسواش عشان ننضف ونركب باحترامنا وأدبنا لكن تقول لمين، اتضح إننا شعب مش فالح ومالوش حل بيعمل حاجات غريبة..
يا دوب يلاقى قطر جديد بورقته يجرى عليه وهات يا تدمير وتخريب، ليه؟؟ ما حدش عارف يعنى مرض ولا جنان ولا حساسية؟ الله أعلم.. الأول يركب قطر جديد نظيف وفجأة يطلع مطوة قرن غزال ويروح مقطّع الفرش كده..
منه لنفسه من غير أى سبب.. طبعاً لو مؤلف الإعلان تعب نفسه شوية وسأل ناس عواجيز زى أصحابى هايقولوا له إنهم زمان كانوا بيعملوا كده فى الأتوبيسات بعد التأميم عشان ياخدوا الإسفنج يعملوا بيه كرة شراب.. دلوقتى بقت الكور مالية الدنيا، هذا غير إن حمل المطوة هذه الأيام يودى فى داهية من غير حاجة.
الثانى يركب القطر الجديد الجميل ويقعد فى كرسى زى الناس الكويسة وفجأة تجيله الحالة يقوم ناطط وعاضض بأسنانه على رف القطر الفوقانى ونازل فيه ضرب بالدماغ والشلاليت عشان يكسره حتت حتت.. الثالث بقى يبص للشباك الأبيض الجميل وفجأة برضه يطلع مسامير من جيبه وهات يا حفر فى الشباك الجديد زى المهاويس.. وهذا معناه إن السكك الحديدية ضحية لشعب من الملاحيس المجانين اللى مش لاقيين مستشفى يلمهم.. وعاوزين كهربا على دماغهم لكن مافيش أجهزة تكفى.
والظاهر إن الكلام ده مظبوط.. لأن هيئة السكك الحديدية والقطارات التابعة لها.. أصلهم «سبيل للغلابة».. والهيئة نفسها لا ليها إدارة ولا ليها صاحب ولا تقدر تفتح عينها فى أى فرد من أفراد الشعب العامل والعاطل، لذلك لا يوجد أى قانون يجرم ما يحدث من الشعب الذى يخرب الهيئة وقطارات الهيئة وكراسى الهيئة ويعض فى أرفف قطارات الهيئة بأسنانه، وما حدش يقدر يقول له تلت التلاتة كام..
ولا يوجد فى هذا البلد المسالم عسكرى واحد يوحد الله ولا ضابط واحد يوحد الله يقدر أو يستجرى يمسك راكب مخرب، ولا توجد شرطة سكك حديدية ولا حتى أمين شرطة، اسم الله، يمشّى رجليه رايح جاى فى القطار..
كله ده والحكومة مكسوفة، ووشها مننا والأرض، ومش عاوزة تعمل أى قانون يجرم تخريب الممتلكات العامة.. والله حكومة حنينة.. لأ وإيه ذوق.. ذوق.. ذوق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.