الذين دخلوا على موقع «المصرى اليوم» الإلكترونى، ثم علقوا، أمس الأول، على ما كتبته فى هذا المكان، عن عبارات التحية بين المصريين، كانوا فى أغلبهم منزعجين للغاية، من التغير الصادم، وأكاد أقول الشاذ، الذى طرأ على هذه العبارات فى السنوات الأخيرة! طبعاً، جاءتنى وقائع حقيقية موجعة ومضحكة معاً، عن موضوعنا، سوف أعود إليها بإذن الله فيما بعد، ولكنى أكتفى اليوم، بأن أقول، إنه ليس معقولاً أن تبادر أنت، وتلقى التحية على إنسان فى موقع عمل، وتقول: صباح الخير.. وتفاجأ بأنه إما أن يسكت تماماً، على سبيل الاستنكار لما تقوله، والغضب منه، والسخط عليه وعليك، أو تفاجأ بأنه يرد ويقول: وعليكم السلام!.. مع أنك، حين قلت «صباح الخير» كنت من كل قلبك، تتمنى له الخير بكل معانيه! ولايزال بيننا، إلى اليوم، من يطلبك على تليفونك، فإذا أمسكت أنت التليفون ثم قلت «ألو» صاح هو على الطرف الآخر «سلامو عليكو».. وتظل تقول «ألو» وهو يقول «سلامو عليكو»، مصمماً على ألا يرد بما يريد منك، إلا إذا طاوعته وقلت: وعليكم السلام.. وقد سمعت أن البعض يغلق التليفون أمام تصميم صاحبنا هذا وأمثاله. وهنا، لابد أن يقال، إن الذى يرفض «ألو» باعتبارها عبارة التحية على أى تليفون، وهى تعنى فى لغتها «أهلاً» أى أن القصد منها الترحيب وحسن الاستقبال.. نقول إذا كان هناك من يصمم على رفضها، فلماذا لا يرفض جهاز التليفون نفسه معها، فكلاهما فى حقيقة الأمر جاء من الغرب، وليس منطقياً أن تأخذ الجهاز تتكلم فيه، كما تحب، ثم ترفض «ألو».. إنها بضاعة واحدة، إما أن ترفضها، أو تقبلها، ولا حل فى المنتصف، إلى أن يتمكن واحد منا، من اختراع جهاز تليفون إسلامى، لا علاقة له بالغرب! وإذا كان هناك من يتصور، أن عبارة «السلام عليكم» هى تحية الإسلام التى احتكرها، دون غيره من ديانات السماء، فهو مخطئ قطعاً، لأنها تحية ليست سابقة فقط على الإسلام كدين، وإنما سابقة على الديانات السماوية الثلاث جميعاً! وسوف أطلب منك أن تعود إلى المقال البديع للدكتور وسيم السيسى فى «المصرى اليوم»، صباح السبت الماضى، الذى يقول فيه كلاماً موثقاً على النحو الآتى: الشىء الجميل أن كلمة «شلام» كلمة مصرية قديمة بمعنى «سلام» أخذها اليهود، وأصبحت التحية «شالوم خليكم» ثم أخذها العرب وقالوا «السلام عليكم» بدلاً من «حياك الله».. وقال السيد المسيح: «إذا دخلتم بيتاً ألقوا سلاماً على أهل هذا البيت» أى قولوا السلام عليكم، فلا يعتقد أحد إذن أن هذه التحية إسلامية، أو يهودية، أو مسيحية.. إنها مصرية صميمة قديمة.. إنها «شلام» كما جاءت فى صفحة 458 من كتاب نديم عبدالشافى السيار «المصريون أول الحنفاء»!. شلام!