■ لا أزال مؤمناً.. وباقتناع صادق وحقيقى.. بأن الرياضة هى النموذج الذى لابد من الالتفات إليه والاهتمام به باعتباره نواة لكل ما نرجوه ونأمله من إصلاحات وطموحات سياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية فى بلادنا.. فالرياضة هى المجال الأقرب للناس والأكثر شعبية وقدرة على التأثير وبدون أشواك السياسة وحساسياتها وحساباتها.. وبالتالى فلابد أن نلتفت كلنا للرياضة الآن ونحرص على أن تتحول إلى ساحة مفتوحة لجميع المصريين يمارسون فيها كل ما يعجزون عن ممارسته فى ساحات أخرى.. يمارسون فى الرياضة أبسط قواعد الديمقراطية الحقيقية.. أى تداول السلطة.. سواء كانت سلطة كروية أو إدارية.. فنقبل فى ملاعب الكرة أن يفوز الأهلى مرة لكنه ليس من الضرورى أن يفوز كل مرة.. وهو أمر قد يبدو فى شكله بسيطاً وثانوياً ولكنه فى الحقيقة مدرسة نتعلم فيها احترام الآخر وقبول فكرة أننى اليوم فائز لكننى غداً سأخسر ليفوز غيرى.. وخسارتى لن تعنى فقدانى لكبريائى واحترامى لنفسى وفريقى أو احترام الآخرين لنا.. وتتمثل السلطة الإدارية فى إدارة الاتحادات والأندية.. ولابد أن نسعى كلنا ونحارب أيضاً للإبقاء على شرط ابتعاد كل من قضى ثمانى سنوات.. فاتحاد الكرة الآن يحاول ويسعى لإلغاء هذا الشرط.. وإن نجح اتحاد الكرة فى ذلك فستحذو حذوه بقية الاتحادات.. وهو ما يعنى أن نسمح للرياضة بأن تعيش نفس حالة الجمود والركود التى عاشتها السياسة.. فتصبح هناك أسماء لا يمكن تبديلها ووجوه من المستحيل تغييرها.. ونحن فى الرياضة لا نريد رئيساً لاتحاد يبقى أكثر من ثمانى سنوات.. ولا نريده فى أى ناد أيضاً.. ولابد أن نحافظ على ذلك توطئة لئلا نرى وزيراً أو محافظاً أو رئيس مجلس إدارة أو هيئة أو رئيس تحرير أو رئيس حكومة أو رئيس جمهورية يبقى أكثر من اللازم ومن الضرورى.. وإن تخلصت مصر الرياضية من مثل هذا العقم المصطنع والكاذب فسيأتى يوم وتتعلم مصر السياسية هذا الدرس الضرورى من مصر الرياضية.. كما لابد أن نحرص أيضاً على نظافة ونزاهة انتخاباتها باعتبارها الديمقراطية الحقيقية القائمة الآن فى مصر والمجال الوحيد الذى يملك فيه الناس بالفعل حق الاختيار.. وبالتالى لا يصح ولا يليق هذا التعامل غير اللائق مع مستشارى النيابة الإدارية الذين أشرفوا على الانتخابات الأخيرة فى أكثر من ناد وكأن الدولة باتت تضيق بأى إشراف قضائى على أى انتخابات حتى لو كانت انتخابات ناد رياضى.. ولابد أن نقف كلنا الآن مع رجال القضاء وضرورة إشرافهم على انتخابات الرياضة توطئة لعودتهم للإشراف على انتخابات السياسة. ■ فى قضية البث التليفزيونى لمباريات الكرة.. وهى القضية التى ليس صحيحاً أننا انتهينا منها وأغلقنا ملفاتها.. نريد أن تتحول هذه القضية إلى درس حقيقى نتعلم منه كلنا ضرورة احترام الحقوق والحرص عليها سواء كانت حقوقنا نحن أو حقوق الآخرين.. ونتعلم أيضاً أن الحقوق يجب أن تبقى ثابتة وواضحة لا تتغير بتغير الأماكن أو المناصب أو المنافع والمصالح.. فكل الجدل الذى دار مؤخراً بشأن قضية البث التليفزيونى.. كان سيتغير لو تغيرت مناصب وأدوار القائمين على تلك القضية.. فلو كان أسامة الشيخ رئيساً لفضائية خاصة لتغيرت كل كلماته وشهاداته.. ولو كان سمير زاهر رئيساً لاتحاد الإذاعة والتليفزيون لسمعنا كلاماً يختلف تماماً عن كل ما قيل.. ولو كان وليد دعبس رئيساً للنادى الأهلى أو الزمالك ما كان حارب كل هذه الحروب ليسرق من الأندية حقوقها الأصيلة والمشروعة.. وأنا لا أقصد أن يدافع كل رجل عن مكانه وموقعه ومصالحه.. ولكن ليس على حساب الحق.. فالحق لابد أن يبقى أعلى وأقوى وأبقى من أى مناصب أو مصالح خاصة.. كما أنه من الضرورى أن نتعلم أيضا أن ننقذ الرياضة من أسوأ وأقسى أوجاع السياسة المصرية.. ففى السياسة المصرية تختلط كل الأدوار وممكن لرجل واحد أن يكون فى وقت واحد ممثلاً للسلطة التنفيذية ومشاركاً فى قراراتها وأيضاً ممثلاً للناس ونائباً عنهم.. ونحن مضطرون لأن نصدق ذلك وأن نصفق أيضا لذلك.. والحمد لله أننا لا نزال نملك حق أن نرفض ذلك فى الرياضة.. وبالتالى أنا أرفض أن يجمع حسن حمدى بين كل هذه الأدوار فى وقت واحد.. ففى قضية البث يشارك حسن حمدى فى اللجنة السباعية المدافعة عن حقوق الأندية.. وهو أمر طبيعى، لأن حسن حمدى هو رئيس للنادى الأهلى.. ولكن ليس من الطبيعى أن يكون حسن حمدى فى نفس اللحظة هو رئيس قناة الأهلى الفضائية وهى إحدى القنوات التى تتفاوض معها الأندية وتصطدم بها.. ولا هو طبيعى أيضاً أن يجلس حسن حمدى ويدير صراعاً مالياً وإعلامياً وإعلانياً تأمل فيه الأندية أن تنال كثيراً من حقوقها الضائعة بينما حسن حمدى فى نفس اللحظة هو رئيس أكبر وكالة إعلانية فى مصر.. ولست أتهم حسن حمدى بشىء ولكننى فقط أرفض كل هذا الخلط وكل هذه الفوضى سواء من حسن حمدى أو غيره.. وأتمنى أن نبدأ تغييراً حقيقياً فى مجتمعنا عن طريق الرياضة.. فيبقى الإعلام إعلاماً فقط.. ويبقى الإعلان إعلاناً فقط.. ومن يمثل الأندية لا يصح أن يكون فى نفس الوقت ممثلاً للفضائيات الخاصة.. وأرجو ألا يواجهنى بعضهم.. بالرفض أو السخرية والشتيمة أيضاً.. بمنطق الألوان والانتماءات.. فالحكاية هنا ليست أهلى أو زمالك أو إسماعيلى.. ولكنها حقوق واحترام لها وحرص عليها وعلى مصر كلها فى نهاية الأمر. ■ لأن الحقوق لاتزال غائبة وغير معترف بها.. ولأن بعضهم لايزال يصر على التعامل فى أى قضية رياضية بنفس فوضى وسخف وعبث قواعد السياسة المصرية.. لم تنته للأسف قضية البث التليفزيونى.. لأننا بعد لم نتفق على أن الأندية وحدها هى صاحبة الحقوق بدون أى تدخلات من أى أحد مهما كان منصبه أو كانت سلطته.. ولأننا لم نحسم بعد قضية الشارة التليفزيونية وهل نحن فعلاً سنقوم بتعديل القانون ليصبح أكثر حرصاً على حقوق الجميع بشفافية ونزاهة.. وبمناسبة ذلك أبشر كل جمهور الرياضة بأن الدولة مشكورة صرفت النظر تماماً عن التقدم بقانونها المزعوم للرياضة فى الدورة البرلمانية المقبلة، وكل دورة وأنتم طيبون.. وفى مسألة البث التليفزيونى.. لم نتفق أيضاً على دور محدد لتليفزيون الدولة وطبيعة محددة للفضائيات الخاصة.. فمنتهى العبث والسخف أن يقولوا لنا إن حق المواطن المصرى هو دافعهم الوحيد لضرورة بث المباريات على الفضائية المصرية.. مع ان المغترب الذى سيشاهد هناك الفضائية المصرية.. يمكنه أيضا وبالمجان مشاهدة قنوات الحياة أو مودرن أو دريم أو المحور.. وهو ما يعنى أن الحكاية كلها رغبة حكومية فى ضمان توارد الإعلانات على فضائية مصرية لم يعد يحفل بها الكثيرون وبدلاً من تطوير تلك الفضائية يعلو فقط الصراخ عن حق المواطن المصرى.. أما القنوات الخاصة.. فهى من المفترض أنها قنوات تأسست بعد دراسات حقيقية للجدوى ووفقا لرؤى إعلامية تستشرف آفاق السوق والمستقبل.. ولهذا لا يصح أن يأتينا اليوم أحد بدعوى ضرورة حماية هذه الاستثمارات الخاصة.. وكأنه من المفترض أن يفلس النادى الأهلى أو الزمالك من أجل أن تبقى قنوات الحياة أو يموت الإسماعيلى والمصرى لتعيش قناة مودرن.. أو كأن كل تلك الكيانات الإعلامية الكبرى لم تقم إلا فقط لتذيع تسعين دقيقة لعباً، ومعها تسعون ألف دقيقة لتحليل اللعب.. أما المعركة الجديدة الآن فهى توزيع عادل ومنطقى ويتسم بالشفافية والوضوح لكل هذه الملايين على أندية الدورى الممتاز.. ثم ماذا لو تقدمت قنوات فضائية غير مصرية للشراء.. وماذا لو لم تشتر الدورى المصرى إلا الحياة ومودرن فقط.. هل من المفروض أن تقبل الأندية المصرية بمثل هذا الوضع؟.. وهل لا تزالون تملكون القدر الأدنى من الحياء لتزعموا أنكم نجحتم فى حسم قضية البث التليفزيونى؟ ■ فى مهرجان رمضان للدراما والبرامج التليفزيونية.. حضرت كالعادة صفحات الحوادث وغابت الرياضة.. وكأن منتجى الدراما التليفزيونية وأصحابها وعقولها غاب عنهم أن الفقر والرياضة باتا هما الدراما الحقيقية والوحيدة والصادقة فى مصر.. ولهذا أنا أشكر السيناريست عاطف بشاى والمخرجة شيرين عادل لأنهما التفتا للرياضة بشكل جميل وفى مشاهد قليلة فى مسلسل تاجر السعادة حين قام العبقرى خالد صالح بتجسيد شخصية الشيخ مصباح الكفيف الذى يذهب للاستاد ليقود مشجعى الزمالك.. أما بقية الدراما فقد خلت تماماً وبشكل مخجل من أى إشارة لكرة القدم.. وهو ما يعنى أنها دراما اجتماعية مزورة وملفقة.. وأرجو من أصحابها النزول للشارع ليعرفوا حجم الاهتمام الشعبى بأبوتريكة أو بركات أو شيكابالا أو عمرو زكى وميدو والحضرى وحسام حسن.. أما البرامج فلم تكن أكثر وعياً أو أفضل حالاً.. حتى أصحاب البرامج الرياضية فى مختلف القنوات العامة والخاصة.. اتفقوا رغم أنهم أبداً لا يتفقون.. على الغياب والاحتجاب فى رمضان بتصور أن الناس فى رمضان لا تحب مشاهدة الرياضة وكأن كل أصحاب هذه البرامج تنازلوا طواعية عن حجم شعبيتهم وتأثيرهم واهتمام الناس بهم.. أو كأنهم كانوا يعترفون ضمناً بأنهم كلهم عاجزون عن أى تطوير أو إبداع جديد فى مختلف برامجهم بمناسبة شهر رمضان.. وياليتهم غابوا وأفسحوا المجال والمكان لبرامج أخرى جديدة ومتطورة.. وإنما هى نفس البرامج ونفس الضيوف ونفس القضايا.. بل حتى طارق نور الذى أزعجنا بدعايته لقناته الجديدة انتهى به الأمر لثلاثة برامج فقط كلها متشابهة وكلها عبارة عن مقعدين واحد للمذيع وآخر للضيف بنفس الأسئلة.. بل إن الحملة الدعائية التى سبقت ظهور رولا جبريل وكيف تحولت رولا من فتاة فلسطينية مهاجرة إلى إعلامية جميلة وقديرة فى إيطاليا تقدر وتستطيع وتملك حق محاسبة رئيس الوزراء وكل الوزراء فى إيطاليا.. لم تسفر هذه الحملة فى النهاية إلا عن رولا على مقعدها تحاور محمد هنيدى وتسأله نفس الأسئلة التى يجيب عنها هنيدى بنفس الإجابات طيلة الخمس سنوات الماضية. ■ لا يمكننى بأى حال أن أشكك أو أزايد على انتماء محمود الخطيب وعشقه للنادى الأهلى.. وأنه أكثر الناس حرصاً على بقاء الأهلى لامعاً وقوياً وساطعاً وقادراً.. ولكننى مع ذلك أعارض الخطيب تماماً حين يبدأ التلميح بإمكانية عودة مانويل جوزيه لتدريب النادى الأهلى.. فهذا التلميح كان آخر ما يستحقه وآخر ما يتوقعه مدرب جديد للنادى الأهلى اسمه حسام البدرى بدأ يثبت قدميه ويقود فريقه للانتصارات بمنتهى الحب والانتماء.. ولا أعرف كيف يمكن للبدرى أن يبقى واقفاً على قدميه واثقاً من نفسه ومن قدراته ويكسب فى كل يوم جديد احترام مسؤولى الأهلى وجماهيره فى كل مكان.. بينما الخطيب يؤكد أن مانويل جوزيه قد يعود للأهلى.. وما هو الداعى لمثل تلك التصريحات أصلاً.. ولماذا يعود جوزيه.. وهل يقبل الخطيب بكل غيرته على الأهلى واسمه وصورته أن يتحول النادى العريق والجميل جداً إلى مجرد مكان ووظيفة احتياطية لمدرب برتغالى كلما أخفق فى مكان ما يعود ليجد الأهلى طول الوقت فى انتظاره.. أنا شخصياً أحب مانويل جوزيه وأحترمه جداً.. ولكننى أقف مع البدرى وأدافع عنه وعن فرصته وعن حقه وحقى وحق الأهلى فى أن يملك مدرباً رائعاً سيكبر وسيقوى اسمه حسام البدرى. ■ صحف وتعليقات كثيرة دارت كلها هذا الأسبوع عن محمد زيدان وكيف قامت زوجته الألمانية بإعلان غضبها عليه فور علمها بنبأ خطبته إلى النجمة مى عزالدين.. وكيف قامت الزوجة الألمانية بسحب كل تليفونات النجم المصرية الشهير ومحاصرته ومنعه من الاتصال بمصر ومن الرد على مكالمات حسن شحاتة وشوقى غريب وسمير زاهر.. وأنا أحترم كل هذه الصحف والتعليقات ولكنى مضطر للتوقف أمام حقيقة واحدة فى غاية البساطة والوضوح وهى أن زيدان أصلاً ليس متزوجاً من ألمانية أو من أى امرأة أخرى.. ويعلم الله وحده ماذا وراء اختلاق حكاية الزواج.. هل هى حملة إعلامية لتبرير غياب مفاجئ لزيدان عن المنتخب المصرى أم أنها فصل جديد فى حرب، القصد منها هو اغتيال زيدان وتشويه صورته وتحطيم كل الجسور التى قد يعبرها زيدان عائداً لصفوف المنتخب؟.. وبمناسبة زيدان.. هناك محاولات تجرى حالياً لضم جمال حمزة للأهلى فى يناير المقبل.. وما إن علم ممدوح عباس بذلك حتى بدأ مفاوضة جمال ليعود للزمالك.. وأنا أطالب الجميع بترك جمال حمزة فى حاله يبحث لموهبته عن مكان ومستقبل حقيقى.. أما إن عاد جمال حمزة لمصر فأرجو ألا تتغير المواقف والآراء حسب الألوان فتصبح العودة.. منتهى الوطنية لو عاد للأهلى.. أو تصبح منتهى الغباء والتخلف لو عاد إلى الزمالك. ■ فوجئت بأكثر من إشادة بما جرى فى تونس التى قررت حل كل روابط الألتراس بعد حوادث شغب وتدمير.. ويتصور هؤلاء أن المشكلة الحقيقية هى فى اسم الألتراس ولافتات تحمل شعاراته.. بينما المشكلة الحقيقية هى ضرورة أن نتصدى لأى شغب وأى عنف وأى ألعاب أو صواريخ نارية حارقة سواء استخدمها الألتراس أو أى مشجع عادى.. كفاكم جريا وراء الكليشيهات والاتهامات سابقة التجهيز وتعاملوا ولو مرة واحدة مع الحقائق المجردة . [email protected]