كان أبواى يعقدان مقارنة بينى وبين أختى الصغرى ميجانو، التى كانت طالبة مجتهدة ومتفوقة وكنت أنا متعثرة. كما كانت ميجانو جميلة فى طفولتها، أما أنا فكنت أعانى من حول فى العينين، لذا كنت ألبس نظارة طبية وكذلك جهازاً لتقويم الأسنان بسبب مصى لإبهامى. عندما كنت أنظر فى المرآة كنت أكره صورتى، وكانت أمى تقول لصديقاتها أمامى: الحمد لله أن عندى ميجانو، فهى مصدر فخرى وسعادتى، أما المسكينة بريجيت فهى دون المستوى فى الجمال والذكاء. كلام أمى كان يجعلنى أظن أننى طفلة متبناة ولست ابنتها، فلماذا أنا الوحيدة الدميمة والجميع يتمتعون بالجمال. كان عزائى الوحيد فى طفولتى «الباليه»، كنت أتخلص أثناءه من تعاستى وعُقدى وأشعر بجمال داخلى يفيض على. خرّابة بيوت وصلت وقت الغذاء، وصعدت بالأسانسير مع إحدى خادمات الغرف بالمستشفى، والتى كانت تحمل صينية الغذاء لأحد المرضى. كنا وحدنا فى المصعد، كانت ترقبنى بكراهية أشعرتنى بالرهبة والخوف.. فجأة انفجرت فىّ قائلة: أنت أيتها العاهرة التى تأخذين الرجال من أحضاننا نحن النساء المسكينات، سأشوهك وأقلع عينك. أمسكت بالشوكة وبدأت تهاجمنى، حميت وجهى، فرشقت الشوكة فى كم معطفى، ظلت تشدنى وتسبنى وتحاول أن تجرحنى بأظافرها، وصلنا أخيرا للدور الرابع وأنا أكاد أموت من الهلع، خرجت من المصعد وعدوت بسرعة لحجرة المديرة، كانت الشوكة مازالت مغروزة فى كم معطفى، بحثوا عن الفتاة فى كل مكان ولكنهم لم يجدوها، صور «لوى مال» هذا الموقف فى فيلمى «حياة خاصة» لكن مع اختلاف بسيط. أعشق الشباب كل يوم كنت أجده فى نفس المكان يبتسم لى من بعيد، تبادلنا أطراف الحديث وعرفت أن اسمه لوران «23 سنة» كان يحلم بأن يصبح ممثلاً، ولقد اتخذته عشيقا حتى لا أكون وحيدة. كان يصغرنى بأربعة عشر عاماً، عمر «فاديم» عندما تزوجته، ونفس عمر «باتريك» عندما قابلته، وكنت وقتذاك فى السابعة والثلاثين، هل سأظل كل حياتى أعشق رجالا لا تزيد أعمارهم على 23 سنة؟ من كتاب فضائح بريجيت باردو الصادر عن كتاب «اليوم الفنى» بريجيت باردو