يبدو أن الرئيس حسنى مبارك لا يتحدث مع ابنه جمال فى السياسة فى تلك الأوقات العديدة التى يقضونها معاً مع باقى أفراد العائلة، لا يتطرق مبارك فى أحاديثه مع ابنه جمال إلى أمور السياسة الداخلية، خاصة ما يتعلق منها بموضوع تداول السلطة فى مصر، وهو لا يناقش معه أى الأوضاع أفضل لعائلة مبارك، أن يعد الأب نفسه لفترة رئاسية سادسة بحلول عام 2011، أم من الأحسن «للعائلة» أن يتم إعداد مبارك الابن لاستكمال المسيرة الرئاسية بحلول هذا التاريخ، فى سيناريو سياسى محنك «لا تخر منه الميه»، ولا يخرق نص الدستور المصرى الحالى. لم أبن فرضى السابق على وهم من خيالى، لكن بناء على كلام وتصريح الرئيس مبارك نفسه فى رده على المذيع الأمريكى اللامع «تشارلى روز» على محطة ال«سى بى إس»، حينما سأله المذيع إن كان يحب أن يخلفه نجله جمال فى الحكم، فرد عليه الرئيس بأنه لم يتحدث مع ابنه فى هذا الشأن (!!!) وعن رده على السؤال التالى، إن كان جمال فى رأيه جاهزاً ليكون رئيساً للبلاد؟، قال مبارك: سوف أسأله، ثم تدارك قائلاً: أو اسأله أنت (!!!) هل هناك من يشاركنى الدهشة والاستغراب لتلك الردود التى شاهدها وسمعها مائة مليون شخص حول العالم، أم أننى أقف هنا وحدى يتملكنى هذا الشعور بالاستغراب؟!! بفرض أن الأب حسنى مبارك لا يتحدث مع الابن جمال فى أمر يخص مستقبله السياسى، باعتبار أنه أب «ليبرالى»، يترك لابنه حرية الاختيار واستقلال القرار فيما يتعلق بمستقبله السياسى.. فهل من المعقول أنه لا يناقشه فى هذا الأمر المهم، على اعتبار أنه رئيس الحزب الوطنى وأن ابنه هو رئيس لجنة السياسات المسؤولة عن مستقبل الحزب؟!! حاستى «السادسة» تحدثنى بأن ردود الرئيس «مبارك» على أسئلة المذيع الأمريكى، والتى قد يصفها المحللون السياسيون ب«الدبلوماسية»، بينما يصنفها خبراء الإعلام بالردود «اللامعلوماتية»، أن الرئيس مبارك «ميال» إلى أن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، لينضم بذلك الفعل إلى صفوف رؤساء بعض دول العالم الثالث والذين يصفهم الطب السياسى بالرؤساء حتى آخر نفس! [email protected]