وصف سياسيون فلسطينيون ومصريون الوضع فى قطاع غزة بأنه «خطير، وينذر بكارثة على الحدود المصرية»، مشيرين إلى أن الاشتباكات المسلحة فى القطاع، وإعلان منظمة «جند أنصار الله» الإمارة الإسلامية، هى «بداية فوضى وانشقاق داخلى فى القطاع». وقال السياسى الفلسطينى حسن عصفور إن ما حدث فى غزة هو «بداية انهيار وفوضى، ربما تسعى حماس إليها لفرض الإرهاب السياسى على القطاع بدعوى ملاحقة الإرهابيين، والهروب من إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، وفرض حالة طوارئ وحكم عسكرى فى غزة». وأضاف أن «حماس تجنى الآن ما زرعته من بؤر توتيرية ضد السلطة الفلسطينية»، وأن الحركة «كانت تستخدم هذه الجماعات من قبل ضد السلطة الفلسطينية، قبل أن تنقلب عليها». وتابع: «هناك حالة فوضى مسلحة فى غزة، وأصبح لتنظيم القاعدة وجود داخل القطاع بسبب أسلمة حماس للسلوك الاجتماعى»، مشيرا إلى أن معظم البؤر المتطرفة الموجودة حاليا «نبتت من رحم حماس، حتى إن عناصر القاعدة دخلت القطاع عبر الأنفاق الحدودية بمعرفة وصمت وتجاهل الحركة». وحذر الدكتور عماد جاد، رئيس تحرير مجلة «مختارات إسرائيلية»، من خطورة الوضع، وقال «ما حدث له تأثير كارثى على مصر، وينذر بسيناريو فوضى، يتم عبره تصدير الأفكار المتطرفة، وتهريب السلاح». وأضاف «أى فكر أيديولوجى من الطبيعى أن يظهر من يزايد عليه، وهذا ما حدث»، موضحا أن حماس تعمل وفقا لأرضية أيديولوجية لأسلمة القطاع، فخرجت جماعة «جند أنصار الله» لتزايد عليها وتعلن الإمارة الإسلامية. وتابع «ما حدث بداية انشقاق سياسى وأيديولوجى، وستظهر بؤر أخرى طالما استمرت حماس فى الوقوف على نفس الأيديولوجية بعيدا عن المقاومة والتحرير». ووصف رئيس قائمة البديل المستقلة الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثى الوضع بأنه «خطير»، رابطا بين هذه الأحداث وبين الانقسام الفلسطينى، الذى يتيح الفرصة لقوى مرتبطة بأطراف خارجية للتدخل فى الشؤون الفلسطينية. وقال: «الوضع يمكن أن يتفاقم لو استمر الانقسام، لأن الأجواء السلبية تفتح المجال لنمو الأعشاب الضارة»، مؤكدا أن الحلول الأمنية «لا تكفى، والحل الوحيد هو استعادة الوحدة». بينما أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى زياد النخالة أن الأحداث الأخيرة «لن تؤثر» على الواقع فى غزة، وقال «حماس والجهاد ملتزمتان بالإسلام الشعبى وليس التكفيرى، ولا توجد جماعات إسلامية أخرى فى القطاع ذات أهمية». بينما أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية فى الحكومة الفلسطينية المقالة إيهاب الغصين أن الاشتباكات التى وقعت كانت مع عناصر «تكفيرية» وليس جماعة «سلفية». وبدوره، قال مصدر إعلامى فى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن اللجوء للسلاح فى حل الخلافات والتباينات الداخلية الفلسطينية، «خط أحمر» ويمثل انتهاكه ظاهرة «خطيرة» لما لها من تداعيات.