التفاصيل الأخيرة فى مذبحة النزهة الجديدة انتهت مساء أمس الأول أمام مشرحة زينهم . انتظر افراد اسرة الزوجة القتيلة 6 ساعات حتى انتهت الاجراءات . تسلموا جثث ابنتهم وابنيها . وغادروا فى مشهد حزين الى مسقط رأسهم لدفن الجثث . بينما استقرت جثة الاب داخل المشرحة حتى حضر احد افراد اسرته وتسلمها . لتنتهى احداث المذبحة وتبقى فقط تحقيقات فى الواقعة ستنتهى بالحفظ بعد انتحار القاتل. بعد ليلة مليئة بالآلام فى العمارة رقم 15 بشارع عبد الحميد ابو هيف فى النزهة التى شهدت جريمة مقتل افراد اسرة بأكملها وانتحار الاب القاتل . اغلق رجال الأمن الشقة بعد ان تم تعيين حراسة عليها لحين انتهاء المعمل الجنائى من عمل تقريره . عاد الصمت الى المكان، الخوف يسيطر على السكان فمنهم من اغلق شقته وانتقل للإقامة عند اقاربه فى القاهرة وآخرون سافروا الى قراهم خوفا من فزع الابناء . وعدد قليل من الجيران بقوا فى شققهم يقاومون الخوف بتشغيل آيات من القرآن . اسرة الزوج القتيلة انتقلت الى مشرحة زينهم لتسلم الجثث . حضر الاب بصحبة اقاربه فى الواحدة ظهرا، فى حالة إعياء شديد من هول الصدمة لفقده ابنته وحفيديه، يجر قدميه بمساعدة احد اقاربه . تحرك ببطء شديد حتى وصل الى باب المشرحة جلس أمامها شارد الذهن وعينيه فقط تتحدثان بالدموع. لم يصدق بأن نهاية ابنته وحفيديه هى خروجهم فى صناديق من المشرحة . استمر فى صمته رافضا التحدث لاحد .ينظر الى باب خروج الجثث .يترقب لحظة ان تمر الصناديق امام عينيه، ليودعهم الوداع الاخير، 6 ساعات قضوها امام المشرحة . يجلس الاب والى جواره اشقاء الزوجة يتحركون فى صمت شديد لانهاء إجراءات تسلم الجثث . فى الثالثة عصرا علمت الاسرة بأن الاطباء انتهوا من تشريح الجثث، اتصلوا بالكنيسة وحضرت سيارة نقل الموتى الخاصة بالكنيسة وبداخلها مغسلتان وصندوق. نزلت المغسلتان من السيارة تحملان شنطا من البلاستيك الشفاف بداخلها الأكفان وتوجهتا الى المشرحة واثناء تغسيلهما حضرت سيارتان احداهما تابعه لنفس الكنيسة وأخرى مكيفة خاصة لنقل الام . استلمت الاسرة تقرير الصفة التشريحة الذى افاد ان سبب الوفاة ناتج عن اصابتهم بالرصاص، وهبوط حاد فى الدورة الدموية وتبين ان الابن «اندروا» هو الوحيد الذى قاوم والده واصيب ب6 اعيرة نارية بمختلف انحاء الجسم، وان الرصاصة التى اصابت بطنه أودت بحياته وان شقيقته «ايرينى» اصيبت ب3 اعيرة نارية والام مصابة بطلق نارى فى الرأس خرج عامل المشرحة فى السادسة والنصف مساء، فزع افراد الاسرة من أماكنهم والتفوا حوله وابلغهم بأنهم انهوا كل الاجراءات من الغسل والتكفين، فدخل والداها لرؤية ابنته وحفيديه قبل نقلهم الى مثواهم الاخير وخرج فى حالة انهيار شديد لا يستطيع الوقوف على قدميه ودخلت السيارات الثلاث لوضع الجثث فى الصناديق والتوجه بها الى الكنيسة للصلاة عليها وعقب الصلاة كانت الاسرة متفقة على دفنهم فى مدافن العائلة. بينما ظلت جثة الاب داخل المشرحة رغم الانتهاء من تشريحها، لعدم وجود احد من افراد عائلته لتسلمها، وعلمت «المصرى اليوم» بأن اقاربه جميعهم من قرية أبنود فى الصعيد ولا يوجد احد من اسرته فى القاهرة وانهم سوف يتسلمونها فى وقت متأخر ومن ناحية اخرى واصلت نيابة حوادث جنوبالقاهرة تحقيقاتها فى الحادث . تسلمت النيابة تقرير الصفة التشريحة المبدئى. واستمع تامر المهدى مدير النيابة الى اقوال والد الزوجة والذى قرر انه اتصل هاتفيا بابنته عدة مرات ولم تجب..فقرر الصعود الى شقتها للاطمئنان عليها. واكتشف الجريمة . واكد ذلك البواب وزوجته فى التحقيقات التى جرت بإشراف المستشار محمد رمزى المحامى العام لنيابات شرق القاهرة.
