بتاريخ 6 أغسطس 2009، كتب الأستاذ أسامة غريب فى جريدة «المصرى اليوم»، أروع وأظرف ما قرأته وتابعته، بخصوص منح جائزة الدولة التقديرية للأستاذ سيد القمنى.. فى واقع الأمر، فإن هذا الموضوع وما صاحبه من جدل، ومن آراء، ومستندات ووثائق، مهما كان رأيى الشخصى فيه، ابتعد عن تناوله والخوض فيه... فإن الأستاذ أسامة غريب فى مقاله المعنون «الدكتور سيد القمنى والدكتور عصام شمورْت»، أبدع بقلمه الساخر، الذى دفعنى للضحك (وليس مجرد الابتسامة)، فى زمن يعزّ فيه الضحك.. وللأسف الشديد، فإن «موجة الضحك التى انتابتنى» – وشر البليّة ما يضحك - جعلت زوجى ينظر إلىّ متعجبا فى البداية، ثم يسألنى إيه الحكاية؟ ثم يتصور أنها شعرة جنون، ويدعو لى بالشفاء العاجل.. المهم أن شخصية الدكتور عصام شمورت، التى حكاها لنا أسامة غريب، والذى يبيع البرشام فى «قهوة كوكو»، بالهضبة الوسطى، وأصيب «بحالة نفسوية سيئة»، كمدا وحزنا، بعد حصول سيد القمنى على جائزة الدولة التقديرية، بالرغم من أحقية الدكتور عصام شمورت، صاحب الشعبية بين السواقين الذين يشربون من «زير» مياه مخلوط بعشرين برشامة، لأنه رجل جدع «يطهّر ماله ويزكيّه». يحكى لنا أسامة غريب عن تعاطفه الشديد مع الدكتور عصام شمورت، الذى اكتسب حرف الدال (أى أصبح دكتور) بمنحة من جامعة جنوب مقديشيو بعد تدخله لدى القراصنة للإفراج عن الصيادين. إن الأستاذ أسامة غريب نجح تمامًا فى أن يعرض علينا فى مقال واحد صغير، وساخر للغاية، «العبث» الذى نعيش فيه. أسامة غريب يحكى لنا فى قصته عن الدكتور سيد القمنى والدكتور عصام شمورت، عن شهادات الدكتوراه المضروبة، التى نتابعها، ونعلم مصادرها، وإضافة حرف «الدال» إلى أى اسم ليصبح بقدرة قادر الدكتور، أو الخبير العالمى، ويمس «العقدة النفسوية» عند قطاعات من المصريين، بأن حرف الدال هو الهدف الأسمى فى الحياة.. وفى نفس سياق مقاله الساخر، لا تملك إلا أن تضحك من أن مصدر ترشيح سيد القمنى لجائزة الدولة هو جمعية أهلية (من 26.000 جمعية فى مصر)، وهو يطلق عليها «كوفى شوب»، ومن ثم فإن عصام شمورت يرغب فى أن ترشحه «قهوة كوكو» فى الهضبة الوسطى لنيل جائزة الدولة إعمالا لحق المساواة.. نضحك على عبثية الترشيح لجوائز الدولة، بصراحة كده يا أستاذ أسامة يا غريب، أ نا عندى الآن «عقدة نفسوية» أو فوبيا (مماثلة لعصام شمورت)، لأنى قعدت أفكر: اشمعنى أنا لم ترشحنى أى جمعية أهلية من اللى باكتب عنهم لجائزة الدولة التقديرية؟ واشمعنى أنا كده، أتعب نفسى وآخد الدكتوراه –مش مضروبة - فى العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ولا «أيتها حد عبرنى بأيتها جائزة»؟ ولعلمك بقى يا أستاذ أسامة يا غريب، أنا عندى عضوية قديمة فى نادى الجزيرة، وناوية أروح أشرب قهوة مع أى عضو فى مجلس الإدارة عشان يرشحنى لجائزة الدولة.. أنا شايفة إن الدكتور عصام شمورت قدم لهذا البلد العظيم الكثير من «قهوته»، ومن «حبوبه»، وعمل «دماغ كبير» لنصف المصريين، تعينهم على الحياة، وكمان «الليمان» اللى اتخرج منه أخد أحلى سنين عمره. أنا أعلن تأييدى للدكتور عصام شمورت، صاحب قهوة كوكو، للحصول على جائزة الدولة التقديرية، مش مهم نقرا له أى كتاب أو حتى مقال، هوّ أصلا من يقرأ؟ إذا كانت اللجنة ذات نفسها ما تعرفش حاجة عن اللى بتديهم الجائزة؟ يبقى عصام شمورت المواطن المصرى الصالح، اللى بيروّقنا ويبسطنا هو الأولى بالجائزة التقديرية... كل ما يحتاجه من هنا إلى ترشيحات العام المقبل إن شاء الله «جوز عساكر» يحموه، لأنه مستهدف من إدارة مكافحة المخدرات، وبرضه ممكن يروّق جوز العساكر دول بأبوصليبة.. وكل المسيحيين والمسلمين المستنيرين مؤكد هيعرفوا قيمة د. عصام شمورت.