أصدر مجلس الوزراء كتاباً عن 60 إنجازاً لحكومة الدكتور نظيف، بواقع إنجاز فى كل شهر، منذ جاءت الحكومة إلى مقاعد السلطة فى يوليو 2004. وبصرف النظر عن عدد الإنجازات، وعما إذا كان هناك إنجاز «حقيقى» كل شهر، على مدى السنوات الخمس فى عمر الحكومة أم لا، فإن المهم هنا ليس العدد، لأن الإنجاز فى النهاية ليس هدفاً فى حد ذاته، وإنما الأهم أن يحدث نوع من التواصل المباشر بين رئيس الوزراء وبين الناس، حول ما تم، ومتى، وأين، وكيف؟! إننى يمكن أن أكون مقتنعاً بما أنجزته الحكومة، ويمكن أن يكون تقديرى أن هناك إنجازات بهذا العدد فعلاً، بل وبأكثر منه، ويمكن أن يرى غيرى ممن يتابعون أداء الحكومة إجمالاً، ما أراه، ولكن كل هذا «كوم» وأن يقتنع 80 مليون مصرى بما جرى إنجازه «كوم آخر» تماماً! ولذلك فالإنجاز الحادى والستون هو أن يخرج الدكتور نظيف إلى جماهير المواطنين فى حديث شهرى يستغرق عشرين دقيقة لا أكثر، يشرح لهم خلالها حقيقة ما أنجزه، ثم يواصل الكلام معهم بصفة دورية شهراً وراء شهر، ليضع تقليداً يعمل به ويستمر من بعده، فيكون بذلك قد أرسى قاعدة لمبدأ لم يسبقه إليه غيره من رؤساء الحكومة! وما هو مقصود هنا ليس نوعاً من «البروباجندا» أو الدعاية التى كانت تتعمد غسيل مخ المواطن فى الدول الديكتاتورية، ولا المقصود أن يكون حديثاً على غرار ما يفعل الرئيس تشافيز مع مواطنيه فى فنزويلا أسبوعياً، وإنما نريد حديثاً وسطاً بين النوعين، نريد اتصالاً حياً من صاحب الإنجازات الستين مع الرأى العام، الذى يظل الطرف الأصيل فيما جرى، وفيما سوف يجرى. وأهمية ما ندعو إليه بقوة، أن ابتكار تقليد من هذا النوع بين رئيس الوزراء وبين الناس، إنما سوف يؤدى قطعاً إلى إشراك كل مواطن فيما ترى الحكومة أنها قد قدمته، سواء كان ما تقول إنها أنجزته رصفاً لطريق فى نجع، أو إنارة لقرية، أو إقامة مستشفى، أو تشييداً لمدرسة، أو... أو... إلى آخره، فهذه كلها خدمات تأتى أى حكومة فى أى وقت لتوفيرها للذين جاءت من أجلهم، ولا يكفى أبداً أن تقول الحكومة فى كتاب إنها عملت كذا.. وكذا، ولكن ما يكفيها أن يشير صاحب الإنجاز بيديه إلى موقع ما أنجزه، وإلى حجمه، وإلى توقيت إنجازه، وأن يكون ذلك كله مستمراً، ومستقراً، دون انقطاع! حديث رئيس الوزراء فى «البيت بيتك» يوم 14 يوليو الماضى، فى ذكرى مرور 5 سنوات على توليه منصبه، لا يجوز مطلقاً أن يكون «غلطة» لن تتكرر، فالمصريون يجب أن يتعثروا فى «غلطة» من هذه النوعية، مرة فى كل شهر! داووا إنجازاتكم.. ب«الغلطات»!