سيطرت «الكُوتة» على عالم السياسة المصرية أخيراً، فالكلمة فى المعجم العربى والوسيط تعنى حصة أو نصيب أو نسبة يمكن تحديدها وتعنى فى اللغة التركية قائمة بالأشياء المطلوب تخزينها أو شحنها، وكذلك تعنى «الطريحة» أى الكمية المقرر إنتاجها من الشغل والتى يمكن عدها فى العمل والإنتاجية «والطريحة» هنا لا تعنى ما قد يستقر فى ذهن القارئ المصرى بضرب شخص غير مرغوب فيه ونعطيه طريحة ما ياخذهاش حرامى فى مطلع كما تستخدم كلمة «الكُوتة» عندما نشير إلى إنسان بأنه يا ولداه «طافح الكوتة» والكلمة هنا محرفة أصلاً عن «الكُتة» وهى كل ما كان على الأرض من خضرة ومزروعات والمعنى بأنه جعله يزدرد حشائش الأرض حتى غُص حلقه وفقد قدرته على الحياة، وفى حياة المواطن حكومتان مطفحانه «الكُوتة» واحدة بره البيت ذات القوة الخارقة وواحدة موازية لها جوه البيت تمثل القوة الناعمة، رغم أن الكثيرات من المثقفات يرفضن تسمية الزوجة بالحكومة باعتبار أن ذلك إهانة لها. وحكومة البيت تسعى للتشبه أحياناً بتنفيذ بعض المهام الوزارية على خفيف داخل مملكتها بالمنزل فتمارس أعمال القوى العاملة بوضعها الرجل المناسب فى المكان المناسب وبقصد القضاء على البطالة بين أفراد الأسرة فالبنت مهمتها تنظيف الشقة والولد مهمته تنظيف جيوب أبوه والأب يتولى مهمة اختصاصات المشتريات، وبما أن مهمة الداخلية صعبة فهى تفتش فى جيوب زوجها فقط عن المنشورات الغرامية وأرقام تليفوناته وتستجوبه كنت سهران فين ومع مين إنت فاكرنى نايمة على ودانى «أنا الحكومة» وتكتمل سعادتها عندما تمارس مهام المالية «فتخنصر» من المصروف وتشفط علاوة ال 10 % وتفرض ضرائب مبيعات على سجاير زوجها وتعد عليه أنفاسه ورغم ما تسببه حكومة البيت ذات القوة الناعمة من نكد فقد سبق عند الارتباط اختيارهم برغبتهم وبأسلوب ديمقراطى وشفافية، وكذلك عند فك الارتباط بينهم، بينما الحكومة اللى بره البيت لا يملك الناس الانفصال عنها وعمرها الافتراضى غير معروف، لأن جذورها ضاربة فى الأرض ورأسها يطاول عنان السماء ومعلهش أيها الأزواج المتنكدين استعدوا لمواجهة «الكُوتة» لأن الحكومات الناعمة قررت احتلال كراسى مجلس الشعب على حساب «الكوسة» اللى فى مطابخ البيوت ولم يبق أمامكم يا اللى طافحين «الكُوتة» إلا الاستعانه بالأخ «سرحان» الخبير فى التخلص من زوجته «نفيسة» أم سبع أرواح أو الاعتصام على السلالم الموسيقية نهاراً ضد الحكومات وليلاً ضد «الكُوتة» على ضوء الشموع. فاروق على متولى - السويس [email protected]