ظل يمسك بخيوط المشهد السياسى الموريتانى لسنوات، ولكن دون أن يحتل منصب القائد الأول للبلاد، لكنه خالف القاعدة لأول مرة فى 6 أغسطس الماضى، حيث قرر الجنرال محمد ولد عبدالعزيز تصدر المشهد والإطاحة بالرئيس المنتخب سيدى محمد ولد الشيخ عبدالله وتشكيل «مجلس الدولة» برئاسته لتسيير أمور البلاد، ثم تنحى عبدالعزيز من منصبه للمنافسة على منصب الرئيس فى الانتخابات التى أجريت أمس الأول. وها هو يتجه للعودة مجدداً لسدة الحكم بعد أن أظهرت النتائج الأولية للانتخابات تقدمه على منافسيه. وُلد محمد ولد عبدالعزيز عام 1956 بمقاطعة أكجوجت بشمال موريتانيا، والتحق بالجيش عام 1977، ودرس فى الأكاديمية العسكرية فى مكناس بالمغرب. وقربه الرئيس الموريتانى الأسبق معاوية ولد الطايع إليه بعد إنشائه للحرس الرئاسى، فعهد إليه بقيادته، وبرز لأول مرة اسم ولد عبدالعزيز حينما ساهم فى إفشال انقلاب على ولد الطايع فى 8 يونيو2003، حيث تمت ترقيته بعدها إلى رتبة «عقيد». وبحلول 2005، بدأ نفوذ ولد عبدالعزيز يزداد قوة، حيث شرع ينسج خيوط علاقات عسكرية وسياسية ومالية كبيرة فى موريتانيا. وفى 3 أغسطس 2005، كان ولد عبدالعزيز ضمن أبرز قادة الانقلاب الذى أطاح بولد الطايع. ولعب ولد عبدالعزيز دوراً بارزاً فى وصول ولد الشيخ عبدالله إلى سدة الحكم فى مارس2007، فتمت ترقيته إلى رتبة جنرال، كما كلف بقيادة الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية. ولم تمر سنة على العلاقة الحميمة بين ولد عبدالعزيز وولد الشيخ عبدالله حتى عرفت علاقة الرجلين تأزماً شديداً، انتهى بإقالة ولد الشيخ عبدالله صباح 6أغسطس 2008 لولد عبدالعزيز من قيادة أركانه الخاصة، ومن قيادة الحرس الرئاسى. وبعد ساعات، قاد ولد عبدالعزيز انقلابا على ولد الشيخ عبدالله، وأعلن مع ضباط آخرين تسلم السلطة وتشكيل هيئة أطلقوا عليها «مجلس الدولة». ولاحقاً، تنحى عبدالعزيز من منصبه للمنافسة على منصب الرئيس فى الانتخابات الأخيرة، وأطلق على نفسه لقب «مرشح الفقراء»، حيث قاد حملته الانتخابية متعهداً بخفض أسعار المواد الغذائية والوقود، مما يدفع البعض إلى القول بأن ذلك يجعله محبباً للموريتانيين الذين يعيش 40% منهم تحت خط الفقر. أما مناوئو عبدالعزيز فيقولون إن أحد أسباب تزايد نشاط تنظيم القاعدة فى موريتانيا يعود إلى اهتمام الجيش بالسياسة وتقصيره فى مهمته الأساسية، وهى حماية حوزة البلاد. وخلال الحملة الانتخابية، وجه عبدالعزيز اتهامات بالفساد لمنافسيه ال3 البارزين، الأمر الذى أثار ردود فعل قوية منهم، وجعل قضية الفساد تتصدر الحملات الانتخابية لجميع المرشحين الرئاسيين، بينما قابل منافسو ولد عبدالعزيز خبر تقدمه فى النتائج الأولية للانتخابات بالرفض، واصفين ما حدث ب«المهزلة الانتخابية».