«هو انتى ناقصك حاجة».. كثيراً ما تسمع المرأة هذه الجملة حين تبدأ الحديث مع زوجها عن مصروف شخصى يخصصه لتلبية احتياجاتها الخاصة، وتبدأ دائرة الأسئلة من الزوج، التى تنتهى فى أفضل الأحوال بخناقة عائلية بسيطة فى شكلها، عميقة فى تأثيرها على مشاعر الزوجة، فالمرأة قد تغفر القسوة أو الظلم، ولكنها أبداً لا تغفر تجاهل مشاعرها أو عدم الاهتمام بها. هويدا (36سنة) ربة منزل ومتزوجة منذ 15 سنة تقول: تصورى زوجى يعطى أولادنا مصروفاً كبيراً لا يتناسب وأعمارهم وقد لفت نظره أكثر من مرة إلى خطورة هذا الأمر ولكنه يضحك ويقول يا ستى هو أنا باشتغل علشان مين سبيهم يتمتعوا ويحسوا بخير أبوهم وميحرموش نفسهم من حاجة علشان مبيصوش لحد، وكمان يشعروا بالخصوصية. لكن عندما طلبت منه أن يكون لى مبلغ شهرى خاص بى رفض نهائياً مناقشة هذا الموضوع وحجته: انتى ناقصك حاجه؟ كل اللى بتطلبيه بيجى! وعندما ناقشته أن من حقى أن يكون لى خصوصية ضحك وقال مفيش خصوصية بين الزوج والزوجة!! تعلق سما (40سنة) على الكلام السابق بقولها: مفيش راجل شرقى بيعترف بشىء اسمه خصوصية المرأة هو اتولد واتربى على أنه دائماً وصى على المرأة سواء كانت زوجة عاملة أو ربة بيت. إيمان (معاش مبكر) تقول: «الحمد لله جوزى ورانى العين الحمرا ومسح فكرة المصروف الشخصى من دماغى بعد خناقة كبيره انتهت برفع شعار طالما لكى معاش يبقى ما تطلبيش مليم منى». هذه هى آراء النساء حول ضرورة تخصيص مصروف خاص للزوجة فماذا عن آراء الرجال؟ المهندس خالد لم يعجبه أساساً طرح الموضوع وقال «أنا مش عارف هم بنات حواء عايزين مننا إيه كل شوية يطلعوا بحاجة تجنن انتوا مش شايفين الظروف الاقتصادية الصعبة اللى عايشينها بدل ما تسأل الزوجة عن مصروف لها تدور إزاى تساعد زوجها فلو كانت بتشتغل تساعد براتبها فى البيت ولو كانت ست بيت تعمل المستحيل علشان توفر فى المصاريف.. هو الراتب حيكفى إيه ولا إيه!». أما محمد (موظف حكومى) فيقول «الحياة الزوجية مشاركة ومودة ورحمة ومن أبسط حقوق تلك الإنسانة التى تضحى بوقتها وصحتها وطموحها من أجل راحة الزوج والأبناء أن يكون لها مبلغ شهرى ولو ضئيل لتشعر بخصوصيتها وتقدير لدورها. وعن حكم الشرع فى مطالبة الزوجة بمصروف خاص بها تقول الدكتورة ملكة زرار أستاذ الشريعة الإسلامية والقانون المقارن: إن النفقة الشرعية للمرأة واجبة وجوباً مطلقاً بما يكفى حاجتها سواء المكلف به الزوج من مأكل وملبس وما يحسن حالها فالمفروض على الزوج أن يكفى زوجته فلا يحرمها مما تحتاجه، وذلك وفقاً لمركزها الاجتماعى.