أثارت تصريحات أدلى بها المنسق الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا بضرورة أن يفرض مجلس الأمن تسوية للصراع الفلسطينى - الإسرائيلى تشمل الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، ردود فعل متباينة، فبينما رحبت بها السلطة الفلسطينية، انتقدتها إسرائيل وأكدت أن التسوية لا يمكن أن تتحقق إلا بعد مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين وأنه لا يمكن فرضها من قبل المجتمع الدولى. وقال وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان: «إن التسوية السلمية لا يمكن أن تفرض من قبل المجتمع الدولى ولا يمكن أن تتم إلا بعد مفاوضات مباشرة»، وقلل ليبرمان من أهمية تصريحات سولانا، معتبرا أنه «لا الولاياتالمتحدة ولا أوروبا تسعيان لفرض حل» وأضاف «لا ينبغى إيلاء أهمية كبيرة لهذه التصريحات التى صدرت عن دبلوماسى فى نهاية فترة خدمته. من المقرر أن تنتهى ولاية سولانا فى أكتوبر المقبل وكان قد أعرب عن نيته عدم ترشيح نفسه مجددا لمنصبه. وبدروها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية فى بيان «أن حل الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى يتم فقط عبر التفاوض وفقا لقرارى مجلس الأمن رقمى 242 و338 وخريطة الطريق واتفاقيات أخرى موقعة مع الفلسطينيين، وأعربت «عن رغبة إسرائيل فى استئناف المفاوضات فورا مع الفلسطينيين»، مؤكدا أنه «لا يمكن أن يحدد موعدا رسميا لإقامة الدولة الفلسطينية لأن ذلك ينسف التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين». كان سولانا أكد «أنه على دول الاتحاد الأوروبى تحديد تاريخ محدد للإعلان عن دولة فلسطينية لأنه لا يمكن أن تبقى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لم تراوح مكانها». وأضاف فى بيان للمجلس الأوروبى: «بعد انقضاء مهلة يتم تحديدها يتعين على مجلس الأمن إعلان تبنى حل الدولتين، موضحا «أن الأطراف غير قادرة على مواجهة عملية السلام، ولذلك علينا أن نملى عليهم جدولا زمنيا للتطبيق خاص بنا». وفى المقابل، رحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات سولانا، ووصف نمر حماد المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى تصريحات سولانا بأنها تندرج ضمن إطار تحمل المجتمع الدولى مسؤولياته، لأن القضية الفلسطينية نشأت فى إطار الأممالمتحدة منذ قرار التقسيم عام 1947 والآن وفى حال عدم التقدم على مسار المفاوضات الثنائية، فإن هذا الموقف لسولانا يعبر عن مسؤولية كبيرة إذا استمر الموقف الإسرائيلى على عناده بشأن قضيتى حل الدولتين والتجميد الكامل للاستيطان. وعلى صعيد متصل، وبعد دعوته الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» إلى لقائه لاستئناف محادثات السلام، أكد نتنياهو أن دولة اليهود هى مفتاح السلام فى المنطقة وأنه ينبغى على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل والتخلى عن مطلبهم بحق العودة إلى داخلها وعن خطة المراحل للقضاء على دولة اسرائيل. وشدد على أن اعتراف الفلسطينيين بحق الشعب اليهودى فى أن تكون له دولة خاصة به سيفتح نافذة فرص مهمة للتوصل الى تسوية سلمية دائمة مع الشعب الفلسطينى. وأدلى نتنياهو بهذه التصريحات خلال المراسم التأبينية لإحياء ذكرى مرور 105 أعوام على وفاة مؤسس الحركة الصهيونية بنيامين هرتزل فى القدس. وفى المقابل، قال نبيل أبوردينة، الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، إن نتنياهو يريد إنهاء المفاوضات قبل انطلاقها من خلال «وضع شروط مسبقة غير مقبولة وتخالف خارطة الطريق، ومطالبته بالتخلى عن حق العودة والتمسك بيهودية الدولة والاستمرار فى الاستيطان». ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة النقل الإسرائيلية أمس، أنها ستمحو الاسماء العربية للبلدات فى اسرائيل من لوحات اتجاهات السير للابقاء على الاسم العبرى فقط، وبموجب القرار، لن يكتب اسم القدس العربى بعد الآن بل سيستخدم بدلا منه اسم «أورشليم» بالعربية. وسيكتب على اللوحات بالانجليزية اسم «ناتزرات» للناصرة و«يافو» لمدينة يافا و»تسفات» لمدينة صفد فى الجليل.
