المعهد القومى للتخطيط يتوقع السيناريو القاتم لوباء أنفلونزا الخنازير: بطالة وارتفاع أسعار اللحوم عالمياً

توقع معهد التخطيط القومى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن عالميا، حال تفشى مرض أنفلونزا الخنازير خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الخنازير توفر 70٪ من احتياجات دول أوروبا وأمريكا وآسيا من اللحوم، وتفشى المرض يعنى تحولهم إلى المصادر الأخرى من اللحوم.
وحذر من أنه مع تزايد المرض ستعلن منظمة الصحة العالمية المرض وباء عالمياً، ما سيؤثر سلباً على حركة التجارة الدولية ونقل البضائع والسفر،
مشيراً إلى أنه فى ظل الوضع الحالى رفضت هيئة الخدمات البيطرية إصدار أى موافقات جديدة لاستيراد شحنات أمعاء الخنازير، التى يتم استخدامها فى تصنيع خيوط العمليات الجراحية وكذا تم وقف استيراد شعر الخنازير الذى يستخدم فى تصنيع فرش الحلاقة والدهانات.
وذكرت دراسة حديثة للمعهد، الذى ترأسه الدكتورة فادية عبدالسلام عن أنفلونزا الخنازير أن هناك ما يقرب من 32 مرضاً يمكن أن تنتقل للإنسان من خلال مخالطة الخنازير، خاصة للعاملين فى هذه المزارع، وتابعت أن أعداداً جديدة ستنضم لطابور البطالة بعد توقف المصانع العاملة فى لحوم الخنازير، مشيرة إلى توقف الطلب من جانب الفنادق التى كانت تتعامل مع محال بيع الخنازير منذ ظهور إصابات فى مصر.
وقالت إن انتشار المرض يمكن أن يؤثر على حركة السياحة، خاصة مع ظهور المرض فى مصر وفلسطين وإسرائيل فى الوقت الذى أكدت فيه أن حجوزات الصيف لم تشهد أى إلغاء فى الرحلات القادمة من السعودية، بل على العكس فقد شهدت زيادة مع التخفيضات التى وصلت إلى 50٪ على الدرجة السياحية للرحلات القادمة من السعودية.
وذكرت الدراسة ما قالته منظمة الصحة العالمية من أنه ليس هناك دولة فى العالم بمنأى عن المرض، متوقعة انتشار المرض من مدينة إلى أخرى فى فترة بين 18 و24 شهراً ليصاب ما يقرب من ثلث سكان العالم، وأن هناك حوالى 1.5 مليار شخص سينشدون الرعاية الطبية إلى جانب 30 مليوناً تستدعى إصابتهم دخول المستشفيات، لافتة إلى أن إعداد لقاح ضد المرض يستغرق ما بين 4 و6 أشهر.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك خطة عربية لمواجهة المرض تتلخص فى إنشاء مرصد عربى لمراقبة وترصد المرض والأمراض الجديدة والمتجددة العابرة للحدود، فضلاً عن تبادل الخبرات بينها.
وحول الوضع فى مصر قالت إن الحكومة المصرية رفعت درجة الاستعداد القصوى، اعتباراً من 28 أبريل الماضى فى جميع المنشآت الصحية على مستوى المحافظات.
وأكدت الدراسة التى أعدتها الدكتورة سحر البهائى، الخبيرة بمركز دراسات الاستثمار والتخطيط الكلى بالمعهد أن هناك 4 مصانع فقط على مستوى مصر تعمل رسمياً فى تصنيع هذه اللحوم ويصل إنتاج المصنع الواحد إلى حوالى 4 أطنان أسبوعياً، ويعمل فى المصنع الواحد ما بين 30 و40 عاملاً، إلا أن هناك عدداً أكبر من مصانع بير السلم.
وبلغ متوسط إنتاج لحوم الخنازير فى مصر حوالى 1.5 ألف طن خلال الفترة بين 2005 و2007 وهو ما يمثل حوالى 0.2٪ من إجمالى إنتاج اللحوم الحمراء خلال الفترة نفسها.
ويمثل إنتاج لحوم البقر والجاموس حوالى 85.2٪ من اللحوم الحمراء خلال الفترة نفسها و8.9٪ للحوم الأغنام والماعز، وحوالى 5.7٪ للحوم الجمال، وهو ما يشير إلى ضآلة إنتاج لحوم الخنازير فى مصر مقارنة بإنتاج الأصناف الأخرى.
وبلغت كمية الصادرات المصرية من لحوم الخنازير المجمدة حوالى 172 طناً عام 2007 بقيمة 127 ألف دولار، كما قدرت كمية صادرات لحوم الخنازير دون عظم بحوالى 21 طناً بقيمة 41 ألف دولار،
فى حين بلغت كمية الواردات المصرية من لحوم الخنازير حوالى 89 طناً ذات العام ب83 ألف دولار، ولم يتم استيراد أو تصدير أى كميات من لحوم الخنازير أو منتجاتها خلال عامى 2005 و2006.