فى تصرف يحمل نوعاً من الاستفزاز السياسى، اقتحم وزير الشرطة الإسرائيلية «الأمن الداخلى» إسحق أهارونوفيتش، صباح أمس، ساحات المسجد الأقصى المبارك، برفقة عشرات الضباط من قوات الاحتلال. وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن الوزير الإسرائيلى تجول برفقة قوات الشرطة، ومرافقيه فى ساحات الأقصى والجامع القبلى المسقوف والمصلى المروانى ومسجد قبة الصخرة، حيث فرضت الشرطة الإسرائيلية طوقاً مشدداً على محيط المناطق التى تجول بها الوزير الإسرائيلى ومنعت أى فلسطينى من الاقتراب منه. من جانبه، أدان وزير شؤون القدس الفلسطينى، حاتم عبدالقادر، اقتحام باحات المسجد الاقصى ووصفها بالاستفزازية، وحذر من تداعياتها، مشيرا إلى أنها جزء من التصعيد الإسرائيلى غير المسبوق على كل المستويات سواء فيما يتعلق بهدم المنازل أو التعدى على المقدسات. واعتبر عبدالقادر هذه الزيارة تدنيساً للمسجد الأقصى المبارك وحمّل إسرائيل ما سوف ينجم عن تكرار مثل هذه الزيارة متخوفاً من انتفاضة ثالثة فى حال استمرت الاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى الأماكن المقدسة. وفى غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الفلسطينى، سلام فياض، أن الدولة الفلسطينية يمكن أن ترى النور «خلال عامين»، داعياً الفلسطينيين إلى العمل على تحقيق ذلك دون الحاجة لانتظار انتهاء الاحتلال الإسرائيلى. وقال فياض فى خطاب له، أمس الأول، فى جامعة القدس فى أبوديس بضاحية القدس، إن «تحقيق هذا الهدف خلال عامين أمر ممكن ويستحق الالتفاف حوله وإعطاءه كل فرص النجاح. فهو سيضع العالم بأسره أمام الاستحقاق السياسى لإنهاء الاحتلال وما يتصل بذلك من تمكين شعبنا من العيش حراً فى وطنه». وتطرق فياض إلى خطاب نتنياهو، معتبراً إياه «محاولة للالتفاف على الاصطفاف الدولى الداعى لتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة من إسرائيل» مؤكدا أن الأولوية بالنسبة له هى الوحدة الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة. واتساقاً مع سياسة الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، أشار فياض إلى أن الموقف الفلسطينى لم يتغير فيما يتعلق باستئناف الحوار مع إسرائيل، حينما توقف النشاط الاستيطانى فى الضفة الغربية. وفى السياق نفسه، أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، يان كيلى، لصحيفة «جيروزاليم بوست» أن طلب بلاده من إسرائيل تجميد بناء المستوطنات، بما فى ذلك أغراض ما يطلق عليه «النمو الطبيعى» يتضمن القدسالشرقية. وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن حكماً بالسجن لمدة شهر صدر بحق جندى إسرائيلى بعد أن أبلغ قادته أنه يرفض مواصلة المشاركة فى العمليات التى تقوم بها وحدته فى الضفة الغربية. ووصف - فى رسالة مكتوبة لقادته - الكيفية التى أساء بها أصدقاؤه معاملة الفلسطينيين وضربهم وتدمير ممتلكاتهم ومضايقتهم عند حواجز الطرق.