أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور المكلف بالإشراف على الانتخابات الرئاسية فى إيران أن عدد الاصوات فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى 50 إقليمًا تخطى عدد الناخبين المحتملين، لكنه اعتبر أن ذلك لن يكون له «تأثير مهم» على النتيجة النهائية التى قضت بفوز الرئيس محمود أحمدى نجاد بولاية رئاسية ثانية من 4 سنوات وأدت إلى حركة احتجاجية غير مسبوقة فى البلاد. وقال عباس على كدخدائى إن «شكوى مشتركة قدمها المرشحون تفيد بأن الأصوات التى تم الإدلاء بها فى بعض الأقاليم فاقت عدد الناخبين المحتملين. لكن تحقيقنا الأولى يشير إلى أن العدد الذى أفيد عنه 170 إقليمًا، ليس صحيحًا وأن المسألة تطاول 50 إقليمًا فقط، وذلك من أصل 336 إقليمًا. وقال كدخدائى «فى مطلق الأحوال، تم الاتفاق على إرسال محققين ميدانيًا للتدقيق فى الإحصاءات»، مضيفا «لكن مجموع أصوات هذه الولايات يبلغ ثلاثة ملايين صوت، ولن يكون لها تأثير كبير على نتائج الانتخابات». وفى تهدئة واضحة للهجته، دعا زعيم المعارضة الإيرانية، مير حسين موسوى، أنصاره إلى مواصلة احتجاجاتهم لكنه طالبهم بالتزام ضبط النفس وعدم القيام بأى أعمال عنف، وقال موسوى فى بيان نشر على موقعه على شبكة الإنترنت «إن الاحتجاج ضد الأكاذيب والتزوير حقكم ولكنه ينبغى ضبط النفس دائما». وحمل المرشح الخاسر فى انتخابات الرئاسة الحكومة مسؤولية وقوع قتلى بين المتظاهرين يوم السبت، وقال إن رفض وزارة الداخلية منحهم تصريحًا لتنظيم مسيرة احتجاج تسبب فى مصادمات بين المتظاهرين والشرطة مما أدى إلى وقوع قتلى. من جهتها، اتهمت إيران الغرب بإذكاء الاضطرابات التى تشهدها البلاد، وقال حسن قشقوى، المتحدث باسم وزارة الخارجية: «قيام قوى غربية وأيضا وسائل إعلام غربية بنشر الفوضى والتخريب، ليس مقبولًا على الإطلاق»، وأضاف «فى كثير من الدول الأوروبية وفى أمريكا أيضا، بدلا من حض الناس على اتباع السبل الديمقراطية، يدعمون مجموعات من مثيرى الشغب». وعندما سئل قشقوى ما إذا كان طرد سفراء أجانب خيارًا مطروحًا، قال إنه لن يؤكد أو ينفى هذا، لأن إيران مازالت تبحث الإجراء الذى يمكنها اتخاذه، مضيفًا أن السلطات الإيرانية تعقد اجتماعات مكثفة لمسؤوليها لبحث الرد المناسب. يأتى هذا بينما كشف عدد من السفارات الغربية فى طهران عن تلقيها رسائل إلكترونية تطالبها بفتح أبوابها أمام المحتجين الإيرانيين، وتضمنت تلك السفارات: الفرنسية والسويدية والنمساوية والدنماركية والفنلندية والبلجيكية والنرويجية، إلا أن الأخيرتين رفضتا استقبال لاجئين. وفى هذا الإطار، قال التليفزيون الرسمى الإيرانى إنه تم الإفراج عن ابنة الرئيس السابق أكبر هاشمى رافسنجانى، وذلك بعد اعتقالها ل24 ساعة لسؤالها عن أسباب توجيهها كلمة لأنصار المرشح المهزوم مير موسوى. ومن ناحية أخرى، ذكرت مجلة «نيوزويك» فى بيان أن السلطات الإيرانية اعتقلت مراسلها فى طهران أمس الأول دون توجيه اتهامات له. وتم اعتقال أكثر من 20 صحفيًا ومدونًا منذ إجراء انتخابات الرئاسة الإيرانية. وعلى صعيد متصل، كشفت الشرطة الإيرانية عن اعتقال أكثر من 450 متظاهرًا خلال الاحتجاجات التى نظمت، واتهمت المعتقلين بأنهم من مثيرى الشغب الذين يسعون لإلحاق أضرار بالممتلكات العامة. كما أعلنت الإذاعة الإيرانية الحكومية أن طهران شهدت ليلة هادئة، أمس الأول، للمرة الأولى منذ اندلاع الاضطرابات، وذلك بينما أفاد شهود عيان عن تراجع المظاهرات وظهور هتافات فردية متفرقة ضد نجاد. ودوليا، وصف الرئيس الفرنسى، نيكولا ساركوزى، موقف طهران «حيال التطلعات المشروعة لدى قسم كبير من أبناء الشعب الإيرانى للوصول إلى الحقيقة» بأنه «غير مبرر» إثر إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدى نجاد. ومن جهته، طالب الرئيس الفنزويلى، هوجو شافيز، العالم ب«احترام إيران»، واحترام دعائم النظام القائم فيها، معتبرا أن «انتصار أحمدى نجاد كان انتصارًا واضحًا».