أكدت حركة حماس أن أى محاولة من مصر لفرض اتفاق للمصالحة الوطنية على الفصائل الفلسطينية «سيكون حبراً على ورق ولا يجد طريقه للتنفيذ». وشدد إسماعيل الأشقر، ممثل حماس فى لجنة الأمن فى الحوار الفلسطينى، على أن الأصل فى الحوار هو التوافق، وأنه إذا قام أى طرف بفرض أجندته حتى لو كان الطرف الوسيط فلن يكون اتفاقاً، بل سيكون حبراً على ورق وسيكون تطبيقه على الأرض مستحيلاً. وجدد الأشقر فى تصريحات، نقلتها مواقع إلكترونية، نفى حماس إطلاق سراح معتقلين من عناصرها لدى السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية، معتبراً أن الحديث عن إطلاق 20 عنصراً «تضليل إعلامى». من ناحية أخرى، أكد السفير نبيل عمرو، سفير فلسطين فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن مقالة الرئيس محمد حسنى مبارك، التى نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أمس، تعتبر خلاصة بليغة للموقف العربى والإسلامى، حسمت عملية التطبيع مع إسرائيل. وقال، فى تعليق له أمس، على «مقالة الرئيس مبارك»: «إن الرئيس مبارك حسم عملية التطبيع مع إسرائيل، حيث أكد أن التطبيع يأتى بعد تسوية المسارات السورية واللبنانية والفلسطينية دون إغلاق الباب أمام مبادرات عربية، يمكن أن تتخذ حال إقدام إسرائيل على خطوات عملية مقنعة تشكل تقدماً حقيقياً تجاه الحل». وأضاف: «إن أكثر ما يلفت النظر فى مقالة الرئيس مبارك لصحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، تحت عنوان: (كيف ننجز سلاماً فلسطينياً إسرائيلياً، هو دقة التعبير وقوة الوضوح وقصر المسافة بين المقدمات والنتائج، إضافة إلى اختيار التوقيت المناسب». وأشار عمرو إلى أن العالم كله استمع إلى التوجهات العامة للرئيس الأمريكى باراك أوباما، والرد الباهت الذى قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على هذه التوجهات، وبقى أن نسمع موقف العرب من خلال رئيس مصر الذى اختار أوباما عرض أفكاره وتوجهاته من منبرها الأكثر علوا وإسماعاً فى المنطقة. وقال: «إنه إذا كان الرئيس مبارك يتسم فى أدائه السياسى على مدى عقود، وقيادته لمصر والاعتدال العربى بدرجة عالية من الواقعية، وأخذ الحسابات العملية، إلا أن طلاقة رسالته السياسية حسمت جدلاً كادت مناورات نتنياهو أن تفرضه علينا كبديل عن الحقيقة، وهو من يسبق الآخر، السلام مع العرب أم التطبيع». وأوضح أن المقالة قدمت لإسرائيل إغراء لا تستطيع رفضه إذا ما أرادت حقاً المضى قدماً فى عملية سلام مع العرب، إنه إغراء انتهاء التهديد لمصلحة الأمن الراسخ والشامل، وكذلك حصول إسرائيل على ما لم تحصل عليه منذ تأسيسها وحتى الآن، وهو أن تعتبر جزءاً من المنطقة.