رفع المواطنون حالة التأهب لمواجهة وباء أنفلونزا الخنازير، فمنهم من حرص على التوقف عن القبلات، ومنهم من ارتدى الكمامة، وآخرون واظبوا على غسل أيديهم، بينما زادت حدة التوتر بين مرضى الكبد بعد تأكيد عدد من الأطباء أن الوباء يصيب بدرجة أسرع وأقوى أصحاب المناعة الضعيفة. وفى الوقت الذى أكد فيه الدكتور جمال شيحة، أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة، أن هؤلاء المرضى لا يختلفون كثيراً عن الأشخاص العاديين فى الاتخاذ بالإجراءات الاحترازية، إلا أنه شدد على منعهم تماماً من السفر للعمرة أو الحج، واصفاً هذه الرحلة بأنها «مغامرة غير مسؤولة تماماً». وأضاف: «مريض الكبد شأنه كأى إنسان عادى لا اختلاف بينهما سوى فى نسبة المناعة الأقل لدى مرضى الكبد، لكننا كأطباء دائماً ننصحهم بتوفير سبل الوقاية من كل الأمراض وليس أنفلونزا الخنازير فقط، لأنه كأى مرض، فمثلاً تجنب القبلات أمر ضرورى لأن بعض أمراض الكبد أصلاً تنتقل عن طريق تلك العادة، ولكن كإجراء وقائى فى تلك المرحلة نأمر جميع مرضانا بعدم السفر لأداء العمرة أو الحج لأن التواجد فى مكان مزدحم بهذا الشكل سيكون حتماً مغامرة غير مسؤولة عن صاحبها، وسيدفع ثمنها من صحته». وقسّم شيحة المرضى إلى نوعين، الأول مريض كبد متكافئ، وهو أقرب للشخص العادى الذى تعرض لإحدى أمراض الكبد غير المزمنة وعلم بها من خلال التحاليل الطبية فقط، ومريض آخر غير متكافئ وهو المصاب بالعديد من المضاعفات ومنها مرض الاستسقاء، ودوالى المرئ والفشل الكبدى المزمن والغيبوبة الكبدية وأورام الكبد، تلك الحالات التى لن تتحمل فيروس أنفلونزا الخنازير، وهم الممنوعون أيضاً من التواجد فى السينما أو النوادى أو الصلاة فى المساجد تماماً. وشدد الدكتور محسن سلامة، أستاذ الجهاز الهضمى وأمراض الكبد، على ضرورة عدم الاستهتار بالإجراءات الوقائية التى أقرتها منظمة الصحة العالمية ونشرتها وزارة الصحة، قال: «إذا كان الإنسان العادى يحاول تنفيذ الإجراءات الاحترازية بنسبة 80٪. فمريض الكبد لابد أن ينفذها بنسبة 105٪ أى أكثر من العادى بشكل كبير وبدقة متناهية، فلبس الكمامة فى الأماكن المزدحمة، أمر ضرورى فى تلك الفترة لهؤلاء المرضى، بالإضافة إلى المواظبة على غسل اليدين واستشاق المياه والمضمضة كما نفعل وقت الوضوء، والعطس فى مناديل ورقية وعدم زيارة أى مصاب بارتفاع فى درجة الحرارة. وأضاف: «إذا لزم الأمر يقف مريض الكبد على مسافة كبيرة من سرير المريض، لأن الفرق بين المصاب العادى بأنفلونزا الخنازير وإصابة مريض الكبد هى عدم قدرة المريض على تحمل مضاعفات المرض مثل الالتهاب الرئوى الذى قد يكون مميتاً فى تلك الحالة، بالإضافة إلى أن الفيروس سيكون أشد فتكاً بالمريض». وأوضح الدكتور علاء إسماعيل، أستاذ الجراحة العامة والرئيس السابق لمعهد الأمراض المتوطنة والكبد، أن الأعراض التى تصاحب مرضى الكبد فى حالة تعرضهم لأنفلونزا الخنازير، التى منها مصاحبة احتقان شديد بالحلق مع ارتفاع درجة الحرارة وسعال شديد ناتج عن التهاب الرئتين، لأن انخفاض المناعة تعجل بالمريض إلى مضاعفات أى مرض، ومعروف أن مريض الكبد أقل مناعة من الشخص الطبيعى، لذا عليه الحذر لأن الخطر ليس فى وجود المرض نفسه، قدر خطورة عواقبه».