تزايدت أعداد الإصابات بإنفلونزا الخنازير بدرجة مهددة للبشرية بعد أن وصلت أعداد الوفيات عالميا وحتي الآن نحو11 ألف شخص وقفزت في مصر الي ما يقرب من115 شخصا وأرجع خبراء الطب والمعامل ذلك الي حدوث طفرة وتغيرات في جينات الفيروس الدكتور فرج إبراهيم فرج أستاذ المناعة بجامعة القناة أكد أن المؤشرات الطبية العالمية أكدت أن التحور حدث بالفعل في التركيبة الوراثية لفيروس(H1N1) خاصة في دولة أوكرانيا والتي تجري بها تجارب معملية مكثفة لتحديد التركيبة الجينية لما يسمي بالنوع الخارق من هذا الفيروس والذي تسبب في إصابة مليون شخص بالعدوي في أوكرانيا فقط علاوة علي التسبب في وفاة نحو200 فرد حيث لاحظ الخبراء والاطباء أن العديد من هذه الحالات حدثت في المرحلة العمرية ما بين20 40 سنة, وثبت أن الفيروس اخترق الرئة مباشرة للمتوفين والمرضي مما أدي الي نزيف شديد, وارتشاح في الرئة بل إنه عند تشريح جثث المتوفين بدت الرئات وكأنها محترقة. ويقول الدكتور سامي مهنا مدير الكلية الأمريكية للحساسية:أن هناك نوعين من التحورات الوراثية التي تحدث في جينات الفيروس, فالنوع الأول تدريجي ومستمر ويتم في جميع أنواع فيروس الإنفلونزاC,B,A والنوع الثاني من التحورات هو الأكثر خطورة فيحدث في الإنفلونزا من نوع((A فقط, ونتيجة حدوث عدوي لنفس الخلية بسلالتين مختلفتين من الفيروس, فمثلا إذا حدثت عدوي لنفس الكائن, وغالبا حيوان الخنزير بسلالة((H5N1 وأخري(H3(N2 فقد يحدث إعادة ترتيب لجينات الفيروسات الوليدة, فتنتج سلالة جديدة تماما مثل(H5N2), ولما لم يتعرض الجهاز المناعي لجسم الإنسان له ولم يسبق له التعرف علي هذه السلالة الجديدة من قبل, فإن هذه السلالة الجديدة تنتشر بسرعة رهيبة بين البشر, ومنها يحدث الوباء العالمي التي يخشاه العلماء والباحثون الآن, خاصة أن هذا النوع من التحور الجيني لفيروس الإنفلونزا كان سببا رئيسيا في وباء الإنفلونزا الأسيوية في عام1957, ووباء هونج كونج في عام1968, وأيضا وباء الإنفلونزا الأسبانية الشهير في عام1918 والذي أودي بحياة نحو40 مليون شخص خلال شهر واحد, ولذلك تخشي الأجهزة المختلفة في أنحاء العالم من كارثة جدية من تحورات إنفلونزا الخنازير المنتشرة عالميا الآن. حالات الإنفلونزا أضاف أنه من المعروف أن فيروس الوباء الحالي يحتوي علي جينات من سلالات مختلفة من إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الإنسان, وحدث اختلاط بين هذه الأنواع الثلاثة داخل جسد خنزير ثم انتقل الفيروس المتحور الي الإنسان بسبب الوباء العالمي الحالي وذلك برغم أن الفيروس المسئول عن الوباء العالمي ضعيف نسبيا بل إن معدلات الوفاة منه أقل بكثير عن معدلات الوفيات من الإنفلونزا الموسمية, لكن القلق مازال يساور الأوساط الطبية من احتمالات تحوره أكثر من مرة وتزاوجه مع فيروس إنفلونزا الطيور المتوطن في بعض دول العالم إذ من المتوقع أن تظهر سلالة أشد ضراوة من الفيروس الحالي((H1N1 وأشار مدير الكلية الأمريكية للحساسية والمناعة الي احتمال حدوث تحورات غير متوقعة لفيروس الإنفلونزا الحالي وفي ظل عدم توافر لقاح كاف لإنفلونزا الخنازير لكل الأفراد في مصر فإنه يجب إتباع قواعد النظافة الشخصية أو البعد عن الأماكن المزدحمة, واستخدام المناديل في حالة العطس أو السعال, وغسل الأيدي باستمرار. إضافة الي استشارة الطبيب عند حدوث أي شك في وجود عدوي بالإنفلونزا. الوقاية والنظافة ويري الدكتور مدحت الشافعي أستاذ المناعة بجامعة عين شمس أن أفضل وسيلة لمواجهة مرض إنفلونزا الخنازير يكون بالوقاية والنظافة اضافة للتطعيم المناسب لثلاثي العدوي والإصابة, فالتطعيم نوعان الأول ويعطي بالحقن تحت الجلد أو بالعضل ويكون ميت والثاني لفيروس ضعيف, ويعطي عن طريق الأنف, ولكن الأخير قد يكون مصدرا للعدوي, لذلك فإن تطهير اليدين باستمرار باستخدام الكحول أفضل ما هو متاح لتجنب الإصابة, مع إضافة الجلسرين للكحول لتجنب جفاف الجلد, كما ينصح بتجنب تناول الإسبرين.