عبد المنعم الشحات: «الدعوة السلفية» ماكينة «النور» الانتخابية

حدد المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، في مقال مطول نشره موقع «أنا السلفي»، العلاقة بين الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور.
وقال «الشحات»، مساء الجمعة، إن :«العلاقة بين الدعوة السلفية وحزب النور هي أقوى صور الارتباط بين (جماعة إصلاح) وبين حزب سياسي، لأن الدعوة هي التي أنشأت هذا الحزب وهي ماكينته الانتخابية، وهذا يستلزم التطابق الأيديولوجي بين الدعوة والحزب».
وأضاف: «نحقق استقلال الحزب إدارياً من خلال وجود ميثاق ألا يتم حسم بعض الأمور إلا بعد اجتماع مشترك للمكتبين السياسيين لكل من الكيانين».
وأشار «الشحات» إلى أن الدعوة السلفية كانت ترفض العمل السياسي قبل ثورة 25 يناير، لأن المناخ السياسي الذي كان موجود لم يُسمح فيه بدخول أحد إلى الحلبة السياسية إلا بالتنازل عن الكثير من الأمور الشرعية، وعلى رأسها: «القبول المطلق بالديمقراطية الغربية دونما قيد أو شرط، مع تطبيق هذا على أهم الفروع من الكلام على الحرية المطلقة وغيرها من الموضوعات الشائكة».
وتابع: «وفوق هذا فإن التنازل الكبير لم يكن يثمر شيئًا في ظل نظام جامد لا أمل فيه بتغيير حقيقي في السياسات فضلاً عن القانون فضلاً عن الدستور».
وأضاف أن الدعوة قررت الدخول للمعترك السياسي بعد الثورة ل« حدوث حالة سيولة تجعل التغيير ممكنًا على أعلى المستويات وهو الدستور وبالتبع القوانين والسياسات، وكان الدستور في اتجاهه إلى مزيد من العلمنة بحذف المادة الثانية أو حذف التعديل الذي أجري عليها عام 80 على الأقل، ووجود واقع جديد يمكن من خلاله أن نقدِّم مفاهيمنا الخاصة فنفصِّل في الديمقراطية ما نقبل منها وما نرفض، ونبيِّن حكم الشرع في كثير من القضايا».
وأوضح «الشحات» إلى أن حزب النور حزب وسط بين الأحزاب التي تعتمد على كثرة أعضائها وبين الأحزاب التي تعتمد على ضم النخبة لعضوية حزبها.
وأضاف: «كان يمكن للدعوة السلفية أن تفرغ جميع أو معظم كيانها داخل حزب النور ليكون حزبًا شعبيًّا ضخمًا إلا أن هذا حال حدوثه سوف يخل حتمًا بتكامل الدعوة في كل المجالات، ومن ثَم تم توجيه الأفراد الذين يمكنهم العطاء بصورة أكبر في العمل السياسي، ليؤسسوا الحزب مع فتح باب العضوية للجمهور مع وجود دورات ترقي على مستويين يُدرس فيهما قضايا سياسية عامة مع ضبطها بإطار المرجعية الإسلامية، وذلك لضمان أن تظل قيادات الحزب متقنة لأيديولوجية الحزب من الناحية النظرية».
وقال إن أيدلوجية الحزب تعتمد علي: «وجوب مرجعية الشريعة في كل مناحي الحياة، والعمل بالممكن من الشريعة مع العمل على إزالة العوائق لغير الممكن، وبيان أن العمل بالممكن لا يعني السكوت عن باقي المطلوب (الشريعة كاملة) أو تحريفه أو تبديله أو الزعم أنه ليس من الدين، خلافًا لمن يجعل الممكن والمطلوب شيئًا واحدًا ومِن ثم يدعي أن ما عجز عنه ليس من الدين، فضلاً أن يتطوع بفعل أمور محظورة مجاملة للبعض مع أنه قادر على تركها أو يترك بعض المأمور به رغم أنه قادر على فعله».