في مقال مطول نشره موقع «أنا السلفي»، فصل المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية للعلاقة بين كيان الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، في محاولة منه لتوضيح ما تردد مؤخرًا أن حزب الوطن قد يكون ذراعًا أخرى للدعوة السلفية، وقال الشحات: "إن الدعوة السلفية هي جماعة دعوية منظمة مجال عملها مصر ومركزها الرئيسي الإسكندرية، وهي جماعة دعوية إصلاحية تهتم بطلب العلم وفض المنازعات والقيام على حقوق الفقراء والمساكين، عبر مجلس تنفيذي لكل محافظة يقسم إداريًا لوحدات إدارية تصل مستوى المسجد الذي ضم كل الأنشطة، وغيرها من الجامعات والشركات والتجمعات التي ينتشر فيها أبناء الدعوة السلفية، وهي أعمال تقوم بها الدعوة قبل الثورة وتم تقنينها عبر جمعية خيرية عقب الثورة". ولفت الشحات، لأسباب امتناع الدعوة السلفية عن المشاركة السياسية قبل الثورة رغم أن الإصلاح السياسي يُعد جزءًا من البرنامج الإصلاحي للدعوة السلفية، وهي اسباب تعلقت بالمناخ السياسي ما يتطلب تنازلات في أمور شرعية، في ظل نظام جامد لا أمل فيه بتغيير حقيقي، وأن الثورة أدت للمشاركة السياسية لأنها أحدثت حالة سيولة جعلت التغيير ممكنًا على أعلى المستويات مثل الدستور والقوانين والسياسات، ما أدى في النهاية لقرار مجلس إدارة الدعوة ومجلس أمنائها على إنشاء حزب سياسي هو النور.
وحول توصيف حزب النور سياسيًا قال الشحات، هو حزب أيديولوجي، يمكن به الدفاع عن معتقداتنا، وهي أيديولوجية تتمثل في وجوب مرجعية الشريعة، والعمل بالممكن من الشريعة مع إزالة العوائق أمام غير الممكن، مع بيان أن العمل بالمتاح لا يعني سكوتًا عن المطلوب وهو الشريعة كاملة، وأن عدم التطبيق لا يعني أن ذلك الجزء غير الممكن ليس من الدين، ما يميز الطرح السياسي السلفي على عكس أحزاب أخرى ذات مرجعية إسلامية تقف موقف الحياد، وتنحاز لمعسكر آخر، لافتًا لا يمكن تصور حزب سلفي يتبنى أيديولوجية غير ذلك، ولا فقد هويته السلفية، وأصبح «مجرد تكرار» لتجارب قائمة.