إلى سهير أيضًا ألبسُ قميصَكِ الوردىَّ وروبَكِ الأزرقَ أشدُّ الإزارَ على خِصرى وأضعُ شالَكِ الصوفىَّ على كتفىّ فينبسطُ ساعداك تترفقانِ تضماننى فأنام. أُنصتُ لوقع دقّاتِ الساعة ذات البندول صوتُها يستحضركِ وأنتِ تعدّين لنا الشطائرَ فى الصباح فيغسلُ عن بيتى الوحشةَ ويخبرنى أنكِ تنظرين إلىَّ من هناك هل أنتِ فى السماءِ؟ هل السماءُ جميلةٌ بها شجرٌ ووردٌ وحلوى وعصافيرُ؟ ساعةُ الحائط ذات البندول الفضىّ قايضتُ شقيقى بكل ما تملكين مقابلَ هذا الرنين. كانت فى بيتكِ قبل عام بيتنا القديم هى الآن فى بيتى على الحائط المقابلِ صورتك فى فستان زفافك إلى أبى هل قابلتِ أبى بعدُ؟ هو هناك منذ عشرين عامًا لابد ابتنى لنا بيتًا وزرعَ حوله حديقةً ونخلاً وبحيرة ابحثى عنه لابد ستجدينه جالسًا هناك تحت الشجرة يسمع فهد بلان وصباح وفيروز فى انتظاركِ فستانُكِ الأبيضُ المطعم باللؤلؤ والتُّلّ والساتان وضعتُه جواركِ فى الصندوق الخشبى. تدقُّ الآن الثالثةَ الليلُ موحشٌ وأنا خائفةٌ وأنت وحشتينى.