أحيت إسرائيل منذ أيام قليلة الذكرى ال 42 لاحتلال القدسالشرقية، وقبل 3 أسابيع، احتفلت بالذكرى ال 61 لإعلان دولتها، ولم تكن هذه أو تلك سوى محطات لتنفيذ مخططها الذى بدأت أولى حلقاته فى 29 أغسطس عام 1897، عندما احتضنت مدينة بازل السويسرية «المؤتمر الصهيونى الأول»، الذى مهد فيه تيودور هرتزل لإقامة المنظمة الصهيونية العالمية، بهدف تنفيذ برنامج رئيسى يرمى إلى تأسيس وطن قومى لليهود فى بقعة، تم الاتفاق على أن تكون أرض فلسطين. منذ ذلك اليوم، سجل التاريخ مراحل تحقيق المشروع الصهيونى، تبلور بعضها فى محطات رئيسية أبرزها اقتناصهم لوعد بلفور1917، وما تلاه من خطوات ازدادت خلالها أذرع الأخطبوط الصهيونى تشعباً واختراقاً، ولكن إذا كانت البداية من «بازل» صدفة، فإن ما كشف عنه المؤتمر العالمى لمناهضة العنصرية «دربان2»، الذى عقد مؤخراً فى مدينة جنيف السويسرية- أيضا- لم يكن صدفة، بل كان أحدث حلقة استثمرت فيها إسرائيل المحفل الدولى، وتاجرت كعادتها بالأزمات، حاشدةً تأييد قوى دولية بالضغط والابتزاز، ومستقطبة تعاطف أقليات أقليمية من خلال الاحتواء، بما يخدم أولا وأخيراً مشروعها الصهيونى.