علمت «المصرى اليوم» أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «وعد» الرئيس حسنى مبارك خلال لقائهما الأخير فى شرم الشيخ، 11 مايو الجارى، «بإيقاف الحملة الإسرائيلية الرسمية»، ضد ترشيح فاروق حسنى، وزير الثقافة، لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، فى الانتخابات المقرر إجراؤها أكتوبر المقبل. وقالت مصادر مطلعة ل«المصرى اليوم» إن الرئيس مبارك «طلب» من نتنياهو «دعم» المرشح المصرى، لكن نتنياهو قال: «لن ندعمه بل سنوقف الحملة الرسمية ضده»، مشيرا إلى أن وقف الحملة الإسرائيلية الرسمية «لا يعنى» إيقاف الحملات المضادة لترشيح حسنى من جانب اللوبى اليهودى فى الولاياتالمتحدة والغرب، مستشهدا بالمقال الذى نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية قبل عدة أيام، والذى هاجم فيه 3 من المفكرين اليهود ترشيح حسنى، وطالبوا مبارك بسحب ترشيحه. وأضافت المصادر أن مندوب الولاياتالمتحدة فى اليونسكو «أجرى اتصالات بعدد من السفراء بالمنظمة احتجاجا على دعم دولهم للمرشح المصرى»، مشيرة إلى أن المدير الحالى لليونسكو ومندوب الولاياتالمتحدة «يعملان داخل أروقة المنظمة على حشد التأييد ضد ترشيح حسنى». وتابعت أن الولاياتالمتحدة «مارست ضغوطا كبيرة على البرازيل لتقديم مرشح باسمها ضد حسنى، لكن البرازيل رفضت الاستجابة لهذه الضغوط، وأعلنت تأييدها الرسمى لوزير الثقافة»، موضحة أن «قرارها نابع من مواقف استراتيجية، ولن تتعامل مع حسنى باعتباره المرشح العربى والإسلامى». ووصف فاروق حسنى، وزير الثقافة، موقف البرازيل الداعم لترشيحه لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، بأنه «موقف فى منتهى العدل والشرف وتقدير كبير من دولة كبيرة»، وقال إنه «وجد ترحيبا كبيرا من قبل دول أمريكا اللاتينية خلال اجتماع وزراء ثقافة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية الذى عقد مؤخرًا بمدينة ريو دى جانيرو»، وأجرى العديد من اللقاءات الصحفية مع وسائل الإعلام البرازيلية. وقال حسام نصار، مستشار الوزير لحملة اليونسكو إن المشاركين فى الاجتماع «رحبوا» بترشيح حسنى لمنصب المدير عام «اليونسكو»، «مرحبين» بتأييد كل من البرازيل وشيلى للمرشح المصرى، و»طالبوا باقى دول أمريكا الجنوبية بأن تحذوا حذوهم لتأييده خاصة أنه شخصية تحظى باحترام وتقدير عالمى». وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن نتنياهو عقد «صفقة سرية» مع الرئيس مبارك، خلال لقائهما الأخير بشرم الشيخ، «توقف إسرائيل بموجبها حملتها المناهضة لترشيح حسنى أمينًا»، مقابل حصولها على تعهدات مصرية بتقديم «لفتات طيبة» لإسرائيل، على غرار تلك المقدمة لوزير الثقافة المصرى. واعترفت صحيفة هاآرتس بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية «قادت حملة شعبية ودبلوماسية شرسة، على الصعيد الدولى، ضد حسنى، بدأت فى عهد وزيرة الخارجية السابقة تسيبى ليفنى، وازدادت شراسة فى عهد وزير الخارجية الحالى أفيجدور ليبرمان»، معتمدة على تصريحات حسنى التى قال فيها إنه «سيحرق الكتب الإسرائيلية التى يجدها فى مصر»، وقوله لإحدى الصحف إن: «اليهود ليس لديهم ثقافة، ويسرقون تراث الشعوب الأخرى»، بالإضافة إلى موقفه المناهض للتطبيع الثقافى بين القاهرة وتل أبيب، على حد قولها. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن «الصفقة السرية»، حسب تعبيرها، تمت بين الرئيس مبارك، ورئيس الوزراء الإسرائيلى، على الرغم من «معارضة» ليبرمان. وأعلن مصدر رفيع بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى أن نتنياهو «اتخذ القرار استجابة لطلب شخصى من الرئيس مبارك، وعدد من الزعماء الأوربيين الآخرين»، مشيرا إلى أن «هذه البادرة الطيبة من جهة إسرائيل ستكون جزءًا من تفاهمات أعمق وأوسع بين البلدين، ستقدم مصر فى إطارها بوادر طيبة على غرار البادرة الإسرائيلية». وأضاف المسؤول: «لقد حصلنا على مقابل يستحق ذلك. ولم نكن لنفعل ذلك، إذا لم يتناسب ذلك مع مصالحنا». وكشفت صحيفة هاآرتس أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت فى الرابع عشر من مايو الجارى، أى بعد أيام قليلة من لقاء «مبارك - نتنياهو» فى شرم الشيخ، برقية سرية للغاية إلى جميع السفارات الإسرائيلية فى الخارج، وحملت البرقية تعليمات جديدة بخصوص ترشيح حسنى، مشيرة إلى أن مسؤولى وزارة الخارجية الإسرائيلية استقبلوا قرار رئيس الوزراء «بدهشة بالغة، لكنهم اضطروا لتنفيذ القرار الحكومى». وجاء فى نص البرقية الإسرائيلية التى نشرتها الصحيفة: «إيماء إلى زيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى مصر، وبناء على طلب الرئيس مبارك، وتأسيسا على التفاهمات مع مصر، قررت إسرائيل إيقاف معارضتها لترشيح فاروق حسنى مديرا عاما لمنظمة اليونسكو، وتغيير موقفها إلى عدم الممانعة»، وطالبت البرقية السفراء الإسرائيليين المعنيين بالأمر فى الخارج، «بعدم المبادرة بتوضيح الموقف الإسرائيلى الجديد، إلا فى حالة واحدة، إذا تم توجيه السؤال لهم حول الموقف الإسرائيلى». من جانبها واصلت الصحيفة الإسرائيلية هجومها على حسنى، وقرار نتنياهو، وقالت الصحيفة إن «نتنياهو أعلن، مرارا وتكرارا، فى الآونة الأخيرة اهتمامه بتطوير علاقات التطبيع مع العالم العربى، لكنه نسى أن وزير الثقافة المصرى هو آخر شخص يقبل بالتعاون والتطبيع».