علمت «الشروق» من مصادر رسمية مصرية وأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، غير مرتاحة لترشيح وزير الثقافة فاروق حسنى لمنصب مدير عام اليونسكو، وأنها طلبت عدم طرح هذه المسألة للنقاش أثناء وجود أوباما فى القاهرة الشهر المقبل. وكشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس ما وصفته ب«صفقة سرية» بين مصر وإسرائيل، تقضى بوقف تل أبيب معارضتها لاختيار حسنى كمدير عام لليونسكو، على أن تحصل على «مقابل مناسب». وذكرت أن هذه «الصفقة» تم التوصل إليها خلال قمة مبارك ونتنياهو بمنتجع شرم الشيخ فى الحادى عشر من مايو الحالى. ونقلت عما قالت إنه مسئول رفيع فى مكتب نتنياهو تأكيده وجود هذه «الصفقة»، مضيفا: «حصلنا على مقابل مناسب ومجدٍ، فما كنا لنفعل ذلك لو لم تكن هناك مكاسب». وذكرت «هاآرتس» أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت فى الرابع عشر من مايو برقية سرية إلى عدد من السفارات الإسرائيلية، التى تشارك فى حملة إعلامية ودبلوماسية ضد حسنى. وجاء فى البرقية أنه: «فى ضوء زيارة رئيس الحكومة لمصر، وبناء على طلب الرئيس مبارك، وبموجب التفاهمات مع مصر، قرّرت إسرائيل وقف معارضتها لتعيين فاروق حسنى أمينا عاما لليونسكو». وتعليقا على تقرير «هاآرتس»، قالت مصادر مصرية رسمية ل«الشروق» إن مسألة ترشيح حسنى كانت محل «نقاش محدود» بين الرئيس مبارك ونتنياهو. و أن القاهرة أبدت عدم ارتياحها لما وصفتها بالمعارضة الإسرائيلية المبالغ فيها لهذا الترشيح. حسام نصار، مستشار وزير الثقافة، المسئول عن ملف ترشيحه لليونسكو، قال إن «المعارضة الإسرائيلية مُضرة، لكننا لسنا دولة صغيرة، فمصر لها ثقل دولى». وأوضح فى تصريح ل«الشروق» أن «القاهرة تلقت 19 خطاب تأييد، فضلا عن التأييدات الشفاهية، بما يتجاوز إجمالا النصاب القانونى المطلوب للفوز بالمنصب»، وهو 29 +1 من أصل 58 دولة يحق لها التصويت فى الانتخابات المقررة فى أكتوبر المقبل. لكنه حذر من «الإفراط فى التفاؤل، خاصة كون الاقتراع سريا، وما زال أمامه أشهر». ويتنافس مع وزير الثقافة مرشح ليتوانى وآخر بلغارى وثالث يحمل الجنسية الجزائرية، لكنه مرشح عن كمبوديا، إضافة إلى رابع من تنزانيا.